كارثة غذائية في غزة: الجوع يقتل 124 مدنيا بينهم 84 طفلًا

وسط استمرار الحصار الخانق على قطاع غزة، يواجه السكان أوضاعا إنسانية كارثية دفعت برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إلى إصدار تحذير شديد اللهجة.
ففي بيان رسمي، كشف البرنامج أن واحدا من كل ثلاثة أشخاص في غزة لم يتناول الطعام منذ عدة أيام، في مؤشر خطير على الانهيار الكامل لمنظومة الأمن الغذائي في القطاع المحاصر.
البيان أشار إلى أن نحو 90 ألف شخص يعانون من سوء التغذية الحاد، و قد تم تسجيل عشرات الوفيات المرتبطة بالجوع فقط خلال الأسبوع الماضي، ما يعكس تدهورا دراماتيكيا في الظروف المعيشية.
و في محاولة لتخفيف حدة الكارثة، سمح الكيان الصهيوني بشكل مؤقت لبعض الدول بإسقاط مساعدات إنسانية جوا داخل القطاع، خطوة اعتبرها متابعون غير كافية أمام الحصار المطبق و منع دخول الإمدادات الأساسية.
من جهتها، عبرت دول أوروبية كبرى، على غرار ألمانيا و المملكة المتحدة، عن قلقها البالغ، مطالبة في بيان مشترك بـرفع القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية. و أكد البيان أن "منع وصول الإمدادات الأساسية إلى المدنيين أمر غير مقبول"، داعيا إلى تحرك عاجل و فوري لوقف هذا الانهيار الإنساني.
الوضع الصحي في القطاع يزداد سوءا، لا سيما بين الأطفال. فقد حذرت وكالة الأونروا من ارتفاع "مقلق" في معدلات سوء التغذية لدى الأطفال دون سن الخامسة، حيث تضاعفت الحالات بين شهري مارس و جوان، وفقا لبيانات الوكالة. و أجرت المراكز الصحية التابعة لها نحو 74 ألف فحص تغذوي، كشفت عن وجود 5500 حالة سوء تغذية حاد معتدل، و أكثر من 800 حالة سوء تغذية حاد وخيم.
في المقابل، ارتفعت حصيلة شهداء التجويع في غزة إلى 124 شهيدا، من بينهم 84 طفلا، فيما تستقبل المستشفيات حالات متزايدة من المجاعة و سوء التغذية، مع تأكيدات أن 900 ألف طفل يعانون الجوع، بينهم 70 ألفا دخلوا مرحلة سوء التغذية.
المنظمات الأممية و الحقوقية تدعو إلى تحرك دولي عاجل، محذرة من أن الوضع في غزة لم يعد يحتمل التأجيل، و أن الموت جوعا بات واقعا يواجهه آلاف المدنيين يوميا.