أربعة مشاريع تُنعش صناعة العجلات الجزائرية و تدفعها نحو التصدير

بدأت ملامح مرحلة جديدة في قطاع العجلات المطاطية تظهر، بعد إعلان المدير العام للوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار، عمر ركاش، عن دخول أربعة مصانع للإنتاج مرحلة الاستغلال بحلول سنة 2026، في خطوة ستجعل الجزائر تتحول من زبون دائم للأسواق الخارجية إلى مصدر يسعى لتلبية حاجات أسواق جديدة.
في زيارته إلى ولاية وهران، اليوم الأحد 20 جويلية، رفقة رئيس مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري كمال مولى و والي الولاية سمير شيباني، أشار ركاش إلى أن هذه المشاريع ستكون موزعة بين وهران و سطيف و عين مليلة و توقرت، بطاقة إنتاجية إجمالية تبلغ 20 مليون إطار موجهة للشاحنات و السيارات على حد سواء، لتغطية السوق الوطنية و فتح آفاق للتصدير في المرحلة المقبلة.
و كانت المحطة الأبرز في هذه الزيارة وضع حجر الأساس لمصنع تابع لشركة "الحاج العربي للصناعات" بالمنطقة الصناعية بالحامول في طفراوي، و هو مشروع يأتي في إطار شراكة مع الشركة الصينية "دوبل ستار" التي تمتلك شبكة توزيع دولية، مما سيسهل دخول العجلات الجزائرية إلى أسواق الشرق الأوسط و أوروبا و أمريكا.
المصنع الجديد سيبدأ بطاقة إنتاجية تصل إلى 7 ملايين إطار سنويا، مع خطط مستقبلية لمضاعفة هذه الطاقة لتبلغ 22 مليون إطار، بتمويل استثماري يقدر بـ 50 مليار دينار جزائري، مع توقعات بخلق 2000 فرصة عمل مباشرة فور بدء تشغيله.
هذا المشروع، وفق القائمين عليه، سيساهم في تقليص واردات الجزائر من العجلات المطاطية بحوالي 200 مليون دولار، إضافة إلى تحقيق عائدات بالعملة الصعبة تقدر بنحو 300 مليون دولار سنويا من خلال التصدير، و هو ما يبرز توجه الجزائر نحو صناعة بدائل محلية تقلل الضغط على احتياطاتها من النقد الأجنبي.
و لم تقتصر الزيارة على قطاع العجلات المطاطية فحسب، حيث أشرف ركاش على وضع حجر الأساس لمصنع "تازي أقرو أندستري" لإنتاج حليب الرضع بمنطقة النشاطات بحاسي بن عقبة. و تبلغ قيمة الاستثمار في هذا المشروع 5.5 مليار دينار جزائري، بطاقة إنتاجية تصل إلى 40 مليون علبة سنويا.
كما سيضمن هذا المشروع توفير منتوج محلي لتغطية السوق الوطنية، و تقليص الاعتماد على الواردات في مادة تعتبر استراتيجية و حساسة.
و يتوقع أن يدخل المصنع حيز النشاط خلال سنتين، مع توفير أكثر من 200 منصب شغل جديد، ما يدعم التنمية الاقتصادية و الاجتماعية في الولاية.
أخيرا أكد ركاش، خلال المناسبة أن الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار ستواصل مرافقة الشركات التي تضيف قيمة مضافة للاقتصاد الوطني، إلى غاية دخولها مرحلة الإنتاج الفعلي.
في حين شدد مولى على أن رئيس الجمهورية يولي اهتماما خاصا لدعم مشاريع إنتاج حليب الرضع محليا، في سياق تعزيز الأمن الغذائي الوطني و تقليص فاتورة الاستيراد.