الجزائر توسع إنتاج الإسمنت الأخضر: مشاريع جديدة بالجلفة و غليزان

الإسمنت الأخضر هو خيار صناعي صديق للبيئة، يتميز بانبعاثات كربونية منخفضة مقارنة بالإسمنت التقليدي، و يهدف إلى تقليل الأثر البيئي للصناعات الإنشائية دون المساس بجودة المنتج أو صلابته.
في هذا المسار، كشف وزير الصناعة سيفي غريب، اليوم الإثنين 21 جويلية، عن توسيع إنتاج هذا النوع من الإسمنت، بإطلاق مشروعين جديدين بولايات الجلفة و غليزان، إلى جانب دعم قدرات مصنع أدرار بخط إنتاج إضافي مخصص للإسمنت الأخضر.
مصنع الجلفة سينطلق بطاقة إنتاجية تقدر بـ 1.5 مليون طن سنويا، بينما سيبدأ مصنع غليزان بطاقة أولية تصل إلى 2 مليون طن.
أما مصنع أدرار فسيضيف إلى إنتاجه الحالي خطا جديدا بنفس الطاقة تقريبا، ليكون ضمن سلسلة المصانع الموجهة نحو إنتاج إسمنت يحترم المعايير البيئية و يقلص الأثر الكربوني للقطاع.
لكن هذا التوجه لا يأتي من فراغ، فالجزائر التي تنتج سنويا 42 مليون طن من الإسمنت بمختلف أنواعه، تستهلك محليا حوالي 30 مليون طن فقط، ما يجعل الفائض البالغ 12 مليون طن فرصة للتفكير في التصدير، خاصة نحو أسواق تبحث عن مواد بناء تراعي شروط البيئة و المناخ.
في ذات السياق، أعلن الوزير عن تأسيس مجلس وطني للخبراء الجزائريين في مجال الإسمنت الأخضر، سيتم إطلاقه الأسبوع المقبل بالتنسيق مع وزارة البيئة، داعيا الكفاءات الجزائرية داخل الوطن و خارجه إلى المساهمة في مرافقة هذه المشاريع الجديدة بخبراتهم و تجاربهم.
هذه المبادرة لا تقتصر على إنشاء مصانع جديدة فقط، بل تحمل رؤية أوسع نحو جذب الاستثمارات و فتح أبواب التصدير بمنتوجات جزائرية تستجيب لمعايير الأسواق العالمية، وفق نفس المصدر، في وقت أصبحت فيه شروط احترام البيئة محددا أساسيا في حركة التجارة الدولية.
اللقاء الذي حمل هذه الإعلانات جرى في إطار ورشة عمل خصصت لإطلاق سوق الكربون الطوعي و نظام متابعة النفايات، بحضور وزيرة البيئة و جودة الحياة، نجيبة جيلالي، و رئيس المجلس الوطني الاقتصادي و الاجتماعي و البيئي محمد بوخاري، إضافة إلى ممثلة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالجزائر فرانشيسكا نارديني و عدة مسؤولين و هيئات وطنية، في إشارة واضحة إلى التوجه الحكومي نحو خلق توازن بين حماية البيئة و ترقية النمو الصناعي.