الدراجات النارية تغزو وسائل النقل والحوادث في تزايد مستمر !

تتنوع الدراجات النارية في بلادنا من حيث المنشأ (ياماها، تريومف، كاواساكي، دوكاتي، بي إم دبليو، هوندا، كاي تي إم، إم في أغوستا، رويال إنفيلد…)، غير أن الغالبية هي إيطالية (فيسبا وبيادجو)، آسيوية، و محلية الصنع (VMS)، وذلك بسبب أسعارها وتفضيلات المستهلكين.
و عادة ما يقودها الشباب لتلبية احتياجاتهم الشخصية أو لأغراض مهنية مثل توصيل البضائع أو البريد.
وفقاً لمصالح الأمن المروري والهيئة الوطنية للسلامة المرورية ، فإن الحوادث التي تشمل الدراجات النارية في الجزائر تشهدتطوراً مقلقاً خلال السنوات الأخيرة.
فبالرغم من أن الدراجات النارية لا تمثل سوى حوالي 5% من إجمالي حظيرة السيارات الوطني، إلا أنها مسؤولة عن نحو 25% من حوادث الاصطدام على الطرق الجزائرية في الفترة 2024-2025.
وتبرز هذه النسبة المرتفعة مدى هشاشة هذه الفئة من مستعملي الطريق وخطورة الحوادث التي يتعرضون لها.
ففي عام 2024، سجلت الجزائر 26,272 حادث مرور، أسفر عن وفاة 3,740 شخصاً وإصابة 35,556 آخرين. وبلغت زيادة عدد الحوادث مقارنة بالسنة السابقة 15%.
وتشير الإحصائيات إلى أن ما يقارب 20% من الحوادث على الطرق الجزائرية تشمل سائقي الدراجات النارية، رغم أنهم يمثلون أقل من 3% من مجموع المركبات في السير..
كما تُظهر الأرقام أن ما يصل إلى 30% من الحوادث في المناطق الحضرية تكون بسبب الدراجات النارية، وهو أمر يُعزى أساساً إلى عدم احترام قانون المرور، والإفراط في السرعة، وعدم ارتداء الخوذة من طرف عدد كبير من السائقين.
وأمام هذا الواقع، تكثف السلطات الجزائرية جهودها من خلال حملات توعية، وتعزيز المراقبة المرورية، وفرض عقوبات على السلوكيات الخطيرة.
فعلى سبيل المثال، تم تحرير أكثر من 64,000 مخالفة في عام 2023 بسبب عدم ارتداء الخوذة، وتم حجز 17,000 دراجة نارية في نفس السنة.
غير أن المختصين يشيرون إلى أنه، إلى جانب الإجراءات الردعية، هناك حاجة ماسة إلى وعي جماعي لكبح هذه المأساة وتحميل سائقي الدراجات النارية المزيد من المسؤولية.