السفينة الإنسانية “حنظلة” تشق طريقها إلى غزة رغم تهديدات التخريب

وسط الأمواج المفتوحة قبالة السواحل الإيطالية، تواصل السفينة “حنظلة” رحلتها ضمن “أسطول الحرية” لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة، حاملة معها 21 ناشطا دوليا لم يمنعهم التهديد و لا محاولات التخريب التي استهدفتهم قبل الإبحار.
قبل أن ترفع “حنظلة” أشرعتها من ميناء غاليبولي الإيطالي، واجه الطاقم لحظات توتر بعد العثور على مادة كيميائية حارقة، يرجح أنها حمض الكبريتيك، مخبأة داخل حاوية مياه في مطبخ السفينة.
هذه المادة تسببت في إصابات طفيفة لأفراد من الطاقم، في مؤشر على محاولة لإرهابهم قبل بدء رحلتهم.
لم يكن ذلك فقط، فقد اكتشف الفريق حبلا ملفوفا بإحكام حول مروحة المحرك، أدى إلى إتلاف جزء من المحرك و تأخير الإبحار لساعتين.
اللجنة الدولية لكسر الحصار، التي نشرت تفاصيل هذه الحوادث عبر مواقع التواصل، أكدت امتلاكها تسجيلات توثق المتورطين في هذا التخريب، مطالبة بفتح تحقيق عاجل و محاسبة المسؤولين، خاصة أن هذه المحاولات جاءت بعد تهديدات مباشرة أطلقها الاحتلال لمنع السفينة من الوصول إلى شواطئ غزة.
في أوروبا، عبرت جمعيات و مؤسسات فلسطينية عن إدانتها لما وصفته بـ”جريمة حرب منظمة”، مشيرة إلى أن هذه الاعتداءات تهدف إلى إخافة الناشطين و منعهم من مواصلة دعمهم الإنساني لغزة.
و اعتبرت أن الناشطين على متن “حنظلة” يملؤون فراغا تركه “تواطؤ الصمت الدولي” أمام معاناة الفلسطينيين تحت الحصار، مؤكدة أن هذه المبادرة الإنسانية هي تجسيد لالتزام “تحالف أسطول الحرية” الأخلاقي تجاه أهل غزة.
رغم التهديدات، يصر الناشطون على إيصال رسالتهم، إذ من المنتظر أن تصل “حنظلة” إلى شواطئ غزة خلال أسبوع، مع توقعات بمحاولات الاحتلال إعاقتها، كما حدث مع السفينة “مادلين” التي أوقفتها البحرية الإسرائيلية في جوان الماضي، و احتجزت طاقمها قبل ترحيلهم، و مع السفينة “مافي مرمرة” التي تعرضت عام 2010 لهجوم دموي خلف عشرة شهداء و عشرات الجرحى.
رحلة “حنظلة” هي المحاولة الـ36 التي يقودها “أسطول الحرية” منذ عام 2010، ضمن مبادرة إنسانية تهدف إلى كسر الحصار المفروض على غزة، و تذكير العالم بمسؤولياته تجاه مليونَي إنسان يعيشون تحت حصار مستمر.
و قد حملت السفينة اسم “حنظلة” تيمنا بالشخصية التي ابتكرها رسام الكاريكاتير ناجي العلي عام 1969، ذاك الطفل الذي أدار ظهره للعالم مكبل اليدين، رافضا كل تسويات لا تحقق العدالة للفلسطينيين، و مجسدا روح الصمود في وجه الظلم.