سوريا: “مسرح الجريمة” الذي يتطلع إليه محققو الأمم المتحدة قد يفتح أبوابه أخيراً

يأمل محققو الأمم المتحدة، الذين ظلوا يجمعون الأدلة على الفظائع المرتكبة في سوريا لسنوات، أن يسمح لهم سقوط بشار الأسد أخيراً بالوصول إلى "مسرح الجريمة" .
وفي مقابلة مع «فرانس برس» بعد سقوط بشار الأسد، أكّد روبرت بوتي الذي يدير منذ مطلع العام 2024 مجموعة المحققين الأممين «التغيّر العميق» الحاصل بعدما باتت الأدلّة في سورية أخيراً متاحة.
و صرح روبرت بوتي ، أنه بات من الآن جليا أن كمّيات كبيرة من الأدلّة موجودة، مشيراً إلى تسجيلات مصوّرة للسجون التي تفرغ من نزلائها تظهر قاعات مملوءة بأطنان من المستندات .
و أضاف ، أن كمّية كبيرة من المعلومات ستصبح في المتناول ، مشيرا أن الأعضاء الـ82 في الآلية الدولية المحايدة المستقلة ، قد جمعوا كمّيات كبيرة من الأدلّة على الفظائع التي ارتكبت في سورية اختزلت في 283 تيرابايت من البيانات.
وأكّد بوتي، أن القائمة شاملة من المجازر إلى استخدام الأسلحة الكيماوية، من الاستعباد إلى الإبادة الجماعية و عدة طرق التعذيب التي باتت تنمو مع نموّ الوسائل في متناولهم.
وأعرب بوتي ، عن استعداد الآلية لتقديم الدعم للعدالة السورية والمحكمة الجنائية الدولية، إذا ما اتّخذت تدابير للسماح لها بتولّي هذا الملفّ، إذ إن سوريا لم تصادق بعد على المعاهدة الخاصة بالمحكمة.
وفي الحالتين، فإن المحققين الأممين مستعدون لتقديم يد العون، بحسب بوتي الذي شدّد على ضرورة أن يكون المسعى إلى تحقيق العدالة عنصراً محورياً من مستقبل سوريا ، وإلا لن يكون أساس البناء صلباً.