صيدال: المدية تحتضن واحدا من أكبر مصانع المضادات الحيوية عالميا

بعد 19 سنة من التوقف، تستعد وحدة إنتاج المضادات الحيوية بالمدية، التابعة لمجمع "صيدال"، لاستئناف نشاطها شهر جوان المقبل. يأتي هدا في سياق استراتيجية وطنية لتعزيز الأمن الصحي و تقليل التبعية للاستيراد.
خلال زيارته التفقدية للموقع اليوم 3 مارس، أعلن وزير الصناعة الصيدلانية، وسيم قويدري، أن المصنع سيكون من بين الأكبر عالميا في إنتاج المواد الأولية للمضادات الحيوية، بطاقة تصل إلى 750 طن سنويا، أي ما يعادل 850 مليون دولار. و أشار قويدري إلى أن المصنع استعاد العمال الذين كانوا يشتغلون به قبل غلقه، كما تم الاستعانة بالمتقاعدين لنقل خبراتهم إلى الجيل الجديد من العاملين، مما يعزز من كفاءة الإنتاج و جودته.
و أوضح الوزير أن احتياجات الجزائر من المواد الأولية للمضادات الحيوية تمثل ربع إنتاج المصنع، بينما سيتم توجيه الكمية المتبقية للتصدير، خاصة في ظل توقف العديد من المصانع العالمية، لا سيما الأوروبية، عن إنتاج هذه المواد بسبب التكاليف الباهظة، ما جعل الصين المنتج الرئيسي لها عالميا. و أضاف أن تكلفة إنتاج المضادات الحيوية في الجزائر ستكون أقل بنسبة 27% مقارنة بتكلفة الإنتاج في الصين، و هو ما يعزز من تنافسية المنتج الجزائري في الأسواق العالمية. و لفت إلى أن "صيدال" تلقت طلبيات من مختلف أنحاء العالم، مما يسهم في تحقيق الأمن الصحي محليا و دوليا.
في نفس السياق، أوضح قويدري أن إنتاج مجمع "صيدال" خلال عام 2024 غطى حوالي 77% من الاحتياجات المحلية، مما جعله يحتل موقع الريادة على المستويين الإفريقي و العربي. كما كشف عن خطط المجمع لإنتاج 50 مادة أولية لصناعة الأدوية خلال العام الجاري، عبر افتتاح ثلاثة مصانع كبرى متخصصة في إنتاج المواد الأولية، الأول في باتنة لإنتاج مركبات "باراسيتامول" و حمض "الأسبرين" و أدوية أمراض القلب، و الثاني في سطيف لإنتاج المواد الأولية الخاصة بالأدوية المضادة للسرطان، و الثالث في المدية لإنتاج المواد الأولية الخاصة بعلاج السكري و مضادات الالتهاب.
إضافة إلى ذلك، كشف الوزير أن وحدة المدية تمتلك إمكانيات ضخمة تسمح لها بتوسيع نطاق الإنتاج ليشمل أيضا الخميرة المستخدمة في الصناعات الدوائية، و التي تشكل 10% من فاتورة استيراد الأدوية و المقدرة بـ22 مليون دولار، إضافة إلى إنتاج السكر المركز المستعمل في الأدوية، مما سيمكن الجزائر من تحقيق الاكتفاء الذاتي من هذه المادة الحيوية.
أخيرا، أكد الوزير أن هذه المشاريع تندرج ضمن توجيهات رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الرامية إلى تعزيز الصادرات خارج قطاع المحروقات، و تحقيق الأمن الصحي للبلاد، مشيرا إلى أن الرئيس تبون يعتبر مجمع "صيدال" قاطرة رئيسية لتحقيق هذا الهدف الاستراتيجي.