عندما تصمت حكومات العالم… أسطول الصمود يرفع الأشرعة لإغاثة غزة

تحت شعار "عندما يصمت العالم، نرفع الأشرعة"، انطلق يوم أمس الأحد 31 أوت، أسطول الصمود العالمي من ميناء برشلونة الإسباني، في أكبر مهمة تضامن بحري مع قطاع غزة منذ سنوات.
تأتي هذه المبادرة بهدف كسر الحصار الصهيوني و إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة لسكان القطاع الذين يواجهون أزمة مجاعة حادة و نقصا في الإمدادات الأساسية.
انطلقت نحو عشرين سفينة و قاربا من ميناء برشلونة، حاملة على متنها مئات الناشطين من 44 دولة، بالإضافة إلى شخصيات دولية بارزة، أبرزها الناشطة السويدية غريتا تونبرغ التي دعت إلى إنهاء "الحصار غير القانوني و غير الإنساني على غزة"، و الممثل الإسباني إدوارد فيرنانديز، إضافة إلى فنانين و برلمانيين و شخصيات عامة مثل العمدة السابقة لبرشلونة آدا كولاو.
و أكدت غريتا تونبرغ، في تصريحات لوكالة AFP، أن هذه المبادرة تختلف عن المحاولات السابقة من حيث حجم الأسطول وعدد المشاركين، واصفة العملية بأنها الأضخم تاريخيا في التضامن مع غزة، مشددة على أن الهدف لا يقتصر على إيصال المساعدات فقط، بل يسلط الضوء على الصمت الدولي تجاه حرمان المدنيين من أبسط حقوقهم للبقاء على قيد الحياة.
تشمل خطة الأسطول إيصال المساعدات الإنسانية، إعلان فتح ممر بحري آمن، ثم مواصلة دعم السكان المحليين بكميات أكبر من الإمدادات، بهدف كسر الحصار بشكل كامل. كما من المتوقع أن تنضم إلى الأسطول عشرات السفن الإضافية التي ستغادر من تونس و دول ساحلية أخرى، بالتزامن مع تنظيم فعاليات تضامنية في 44 دولة حول العالم لدعم الشعب الفلسطيني.
المبادرة، المسماة Global Sumud Flotilla ("أسطول الصمود")، مستقلة و غير مرتبطة بأي حكومة أو حزب سياسي، و جاءت بعد محاولة سابقة لم تنجح في إيصال المساعدات، حين اعترضت القوات الإسرائيلية سفينة مادلين Madleen في جوان الماضي على بعد نحو 185 كيلومترا من ساحل غزة، رغم مشاركة مجموعة من الناشطين من فرنسا، ألمانيا، البرازيل، السويد، تركيا، هولندا و إسبانيا.
تزامنا مع هذه المبادرة، أعلنت الطواقم الطبية في قطاع غزة، خلال الساعات الأربع و العشرين الماضية، عن استشهاد سبعة فلسطينيين جراء الجوع و سوء التغذية، ليرتفع بذلك العدد الإجمالي للضحايا إلى 339 شهيداً، بينهم 125 طفلاً.
و منذ أن أصدر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) في 22 أوت تأكيده الرسمي بوقوع المجاعة في غزة، تم تسجيل 61 وفاة إضافية، من بينهم تسعة أطفال.
و وفقا للتقرير، الذي أعد بمشاركة الأمم المتحدة و شركاء دوليين، فإن المجاعة تضرب حاليا محافظة غزة، مع توقع انتشارها إلى دير البلح و خان يونس مع نهاية سبتمبر، حيث يعيش أكثر من نصف مليون شخص في ظروف "كارثية" تمثل المرحلة الخامسة من التصنيف، بينما يواجه 1.07 مليون شخص مرحلة "الطوارئ" (المرحلة الرابعة)، في حين يعاني نحو 396 ألفا من السكان من مرحلة "الأزمة" (الثالثة).