كيف تستعد الجزائر لصيف 2025 لمواجهة المخاطر البيئية؟

في ظل موجة الحر الشديدة والتغيرات المناخية المتسارعة التي تشهدها البلاد خلال صيف 2025، رفعت الجزائر من درجة استعدادها لمواجهة خطر حرائق الغابات، التي باتت تمثل تهديدًا سنويًا للغطاء النباتي والثروة الغابية.
وفي هذا الإطار، كشفت المديرية العامة للغابات عن جملة من الإجراءات الوقائية والاستباقية، ضمن استراتيجية وطنية جديدة تهدف إلى الحد من الخسائر ومضاعفة جهود المراقبة والتدخل بالتنسيق مع مختلف القطاعات.
وأكد مدير حماية النباتات والحيوانات بالمديرية، سعيد سي علي، في تصريح للتلفزيون العمومي، أن الجزائر، على غرار دول حوض المتوسط، تتعرض سنويًا لحرائق تُتلف الغطاء النباتي وتؤدي إلى خسائر معتبرة، وهو ما استدعى وضع استراتيجية وطنية جديدة ترتكز على الوقاية، التنسيق والتدخل السريع.
و أوضح المتحدث أنه تم تنصيب لجنة وطنية لحماية الغابات تضم ممثلين عن 13 وزارة، بالإضافة إلى 40 لجنة ولائية و471 لجنة على مستوى الدوائر والولايات المنتدبة، فضلًا عن 1263 لجنة بلدية، تتكفل بالتحضير والتنسيق وتنفيذ خطة مكافحة الحرائق.
تشمل التدابير الميدانية:
و شددت المديرية على أهمية التوعية المجتمعية كخط دفاع أول، من خلال حملات تحسيسية ميدانية تنظم بالتعاون مع الحماية المدنية والدرك الوطني، للتنبيه من مخاطر إشعال النيران أو التهاون في المناطق الغابية.
كما تم تعزيز التنسيق بين القطاعات، حيث تتولى شركة سونلغاز تنظيف المساحات أسفل خطوط الكهرباء، بينما تقوم الشركة الوطنية للسكك الحديدية بإزالة الأعشاب بمحاذاة السكك، وتتكفل وزارة الأشغال العمومية بتنظيف حواف الطرق. في المقابل، يُلزم الفلاحون بحرث خنادق وقائية بعرض لا يقل عن 5 أمتار بمحاذاة الغابات.
وفي الجانب القانوني، ذكّر سي علي بأن القانون رقم 23-21 المتعلق بالغابات قد شدد العقوبات المرتبطة بالحرائق، حيث تتراوح العقوبات من شهرين سجن إلى المؤبد، إلى جانب رفع قيمة الغرامات المالية ضد المتسببين في إشعال النيران عمدًا أو نتيجة الإهمال.
و تؤكد الجزائر من خلال هذه الإجراءات حرصها على حماية غاباتها وثرواتها الطبيعية، في مواجهة تهديد متزايد بفعل التغيرات المناخية، مع التركيز على الاستباق والتجهيز والتوعية والردع القانوني.