مديرية الغابات تُفعل مبكرًا مخطط مكافحة حرائق الغابات استعدادًا لصيف 2025

مع بداية شهر ماي، أعلنت المديرية العامة للغابات عن تفعيل المخطط الوطني لمكافحة حرائق الغابات للسنة الثانية على التوالي، في خطوة استباقية تهدف إلى تأمين صيف خال من الكوارث البيئية، خصوصا في المناطق المعروفة بارتفاع معدلات اشتعال الحرائق.
في حديثه لبرنامج "ضيف الصباح" على القناة الإذاعية الأولى، اليوم الأحد 25 ماي، أوضح المدير العام للغابات جمال طواهرية، أن انطلاق العمل بهذا المخطط بشكل مبكر أتى بثماره، إذ لم تتجاوز المساحات المتضررة خلال شهر ماي الجاري هكتارين فقط، مقارنة بـ25 هكتارا خلال نفس الفترة من السنة الماضية.
و أكد أن عديد المناطق الغابية التي احترقت العام الفارط، و التي قدرت مساحتها بـ3 آلاف هكتار، استعادت غطائها النباتي و عادت إلى طبيعتها.
كما كشف طواهرية أن التحقيقات التي أجريت بعد حرائق السنة الماضية بينت أن معظم النيران اندلعت في أراض تابعة للخواص، قبل أن تنتقل إلى الغابات، ما يطرح تحديا إضافيا في سبيل حماية الثروة الغابية و يجعل الوقاية مسؤولية مشتركة بين الدولة و المواطنين.
الاستراتيجية الجديدة، حسب طواهرية، تبنت نهجا قائما على الوقاية و التحسيس، مع الاستفادة من تجارب السنوات الماضية. و يتم تنفيذ الحملات التحسيسية بالتعاون مع جمعيات المجتمع المدني، التي تلعب دورا محوريا في توعية العائلات القاطنة بجوار الغابات بمخاطر إشعال النيران أو الإهمال.
و عن آليات التدخل، أكد طواهرية أن المديرية تعتمد على أعوان الغابات، و شاحنات الإطفاء، بالإضافة إلى تهيئة المسالك و شق الطرق لتسهيل التدخل السريع. كما يجري حاليا تنفيذ أشغال لحفر خنادق مضادة للحرائق بعرض 50 مترا، كإجراء وقائي يثبت فعاليته.
في مجال الرصد و الإنذار، أشار المدير العام للغابات جمال طواهرية، إلى التنسيق اليومي مع مصالح الأرصاد الجوية لتتبع النشرات الخاصة بالمناطق الغابية، إلى جانب تعاون وثيق مع الوكالة الفضائية الجزائرية لرسم خريطة حرائق دقيقة تستعمل لتوزيع الوسائل البشرية و اللوجستية بشكل فعال.
و استعرض المدير العام للغابات اعتماد مصالحه على التكنولوجيا الحديثة، على غرار استعمال الطائرات دون طيار (الدرونات) و الكاميرات الحرارية التي توفرها مؤسسة ناشئة من ولاية تيزي وزو، لرصد الحرائق بدقة و معرفة أسبابها، بما في ذلك الأسباب البشرية. كما ذكر بأن العقوبات القانونية في حال التسبب في حرائق قد تصل إلى عقوبة 30 سنة سجنا، خاصة إذا نتج عنها وفيات أو خسائر جسيمة.
و في الجانب اللوجستي، أوضح طواهرية أن الجزائر تملك أسطولا جويا متعدد المهام لمكافحة الحرائق، على رأسه الطائرة الروسية Beriev Be-200 التي تستعملها قوات الجيش الوطني، و التي أثبتت نجاعتها في تقليص شدة النيران و فتح المسالك أمام فرق الإطفاء الأرضية.
و كشف أيضا عن تعاون مع وزارة التعليم العالي في مشروع يعتمد على الأقمار الصناعية و الأنترنت لمراقبة الجبال، و قد تم إطلاقه كتجربة أولى في ولاية البليدة.
طواهرية وصف مشروع إعادة تهيئة و توسيع "السد الأخضر" بـ"مشروع القرن"، مؤكدا أن الجزائر دخلت السنة الثانية من هذا البرنامج الطموح، و الذي أصبح محل اهتمام دولي. و أعلن عن غرس 24 ألف هكتار من النباتات و الأشجار المثمرة، و حفر آبار لسكان المناطق الجافة، مع هدف بعيد المدى يتمثل في بلوغ 400 ألف هكتار.
كما أكد زراعة أشجار مثمرة مقاومة للجفاف كالفستق و الزيتون، إلى جانب تجربة زراعة 500 هكتار من أشجار "الباولونيا" في ولاية الأغواط لإنتاج الخشب، في خطوة نحو تثمين الغطاء النباتي و مقاومة التصحر.
أخيرا و في سياق الاستعدادات لموسم العيد، أعدت المديرية مخططا خاصا لحماية الغابات يشمل منع الولوج إليها و منع استعمال الفحم للشواء، تفاديا لاندلاع حرائق محتملة. و أشار طواهرية إلى تجهيز فضاءات للراحة و الترفيه وسط الغابات على مستوى وطني، مفتوحة أمام العائلات، كما أنها متاحة للاستثمار من قبل الشباب و الخواص.