منتدى التجارة والاستثمار 2025: الجزائر ودول إفريقية أخرى تشارك خبراتها لدعم الاكتفاء الذاتي الغذائي

إفريقيا، رغم امتلاكها نحو 60% من الأراضي الصالحة للزراعة غير المستغلة، ما تزال تعتمد على استيراد جزء كبير من غذائها، مما يجعل الأمن الغذائي تحديا رئيسيا بالنسبة لصانعي القرار.
هذه القضية تصدرت النقاش خلال منتدى التجارة والاستثمار المنعقد يوم الأحد 7 سبتمبر، ضمن فعاليات معرض التجارة البينية الإفريقية، حيث ركز المشاركون على استراتيجيات تعزيز الاكتفاء الذاتي الغذائي و دعم سلاسل القيمة الفلاحية.
الجلسة الرئيسية، بعنوان "تحقيق الاكتفاء الذاتي والارتقاء بسلسلة القيم"، جمعت خبراء، باحثين، مسؤولين حكوميين و ممثلين عن القطاع الخاص، و أكدت على ضرورة تعزيز التعاون بين الدول الإفريقية لاستغلال الموارد الزراعية الهائلة بشكل أفضل.
و خلال النقاش، استعرضت الجزائر تجربتها في دعم القطاع الفلاحي، من خلال تشجيع الاستثمار في المناطق الصحراوية و تقديم تسهيلات للمستثمرين، بما في ذلك استقطاب خبراء أجانب.
المدير العام للمكتب الوطني للدراسات الخاصة بالتنمية الريفية، خالد بن محمد، أوضح أن هذه الجهود تهدف إلى تطوير الإنتاج الفلاحي و ترقية الصناعات التحويلية للمنتجات الزراعية، ما يضيف قيمة مضافة و يتيح فتح أسواق تصديرية واسعة، و يضمن توفر الإنتاج على مدار السنة.
كما تم استعراض تجارب دول إفريقية أخرى، مثل أنغولا و نيجيريا، في دعم المزارعين، مع التركيز على المشاريع الفلاحية العائلية التي أثبتت نجاحها في دعم الإنتاج و استدامته. و شدد المشاركون على أهمية دعم القطاع الزراعي عبر كامل سلسلة القيمة، مع توفير الضمانات للفلاحين، لتحقيق تنمية مستدامة و تعزيز التجارة البينية و تقليل الاعتماد على الاستيراد.
و في جلسة بعنوان "شراكات من أجل أثر عالمي"، تم التأكيد على ضرورة بروز علامات تجارية إفريقية قوية، و إزالة الحواجز الجمركية و غير الجمركية التي تعيق حركة السلع، لتسهيل التجارة و تحسين قدرة القارة على المنافسة عالميا.
أما في سياق تطوير التجارة الإفريقية، عرضت الجزائر مشاريعها لربط السوق الإفريقية بمنتجاتها عبر خطوط بحرية و برية، مع تعزيز البنى التحتية مثل الطرق و السكك الحديدية، لتسهيل حركة البضائع بين الدول.
و اختتم المنتدى بتوقيع اتفاقيتين بقيمة إجمالية تجاوزت 1.2 مليار دولار، بين البنك الإفريقي للتصدير و الاستيراد من جهة، و البنك الفلاحي النيجيري و شركة الكهرباء "زاد أي تي دي سي" من زيمبابوي من جهة أخرى، في خطوة لدعم الاستثمار و توسيع التعاون الاقتصادي بين الدول الإفريقية.