هل تستخدم الواقي الشمسي بشكل صحيح؟ بين أخطاء شائعة و نصائح عملية للنساء، الرجال و الأطفال.. الدكتورة دريوش تجيب بالتفصيل

مع بداية فصل الصيف، و مع إرتفاع درجات الحرارة القياسية و الأشعة فوق البنفسجية القوية و التلوث اليومي، يواجه الكثير من المواطنين تحديا حقيقيا في حماية بشرتهم دون الوقوع في فخ الروتينات التجميلية المكلفة و المنتجات التجارية المبالغ فيها.
في هذا الحوار مع موقع “المنبه الجزائري”، تقدم الدكتورة دريوش.ح، أخصائية جراحة الجلد و التجميل و الحروق، إجابات علمية و عملية مبسطة للنساء، الرجال و الأطفال حول كيفية حماية الجلد و العناية بالجلد بالطريقة الصحيحة.
قبل الدخول في التفاصيل، نود من حضرتك تقديم نفسك للقارئ:
طبعا يشرفني ذلك ..
أنا الدكتورة دريوش.ح، أخصائية في جراحة الجلد، التجميل، و الحروق، تخرجت من كلية الطب سعد دحلب بالبليدة، و تخصصت في الجراحة الجلدية و التجميلية بمستشفى الدويرة للحروق سابقا، و حاليا بمستشفى الحروق الكبرى بزرالدة، حيث اكتسبت خبرة تمتد لأكثر من تسع سنوات (تخصص و تطبيق ميداني).
أؤمن بأن التجميل الفعال يجب أن يستند إلى فهم علمي دقيق للبشرة، و أحرص في عملي اليومي على الجمع بين المعرفة الطبية و الممارسة السريرية، مع مراعاة تأثيرات البيئة و المناخ. كما أرى أن العناية بالبشرة ضرورة صحية و نفسية، و أن الجمال يبدأ ببشرة صحية و سليمة.
في الجزائر، نحن أمام موجات حر قصوى و أشعة فوق بنفسجية قوية و تلوث يومي، كيف تتفاعل هذه العوامل مع الجلد علميا؟ و ما هي الآليات التي تجعل الحرارة و التلوث يسرعان شيخوخة الجلد أو ظهور البقع؟
تشرح الدكتورة أن الحرارة المرتفعة و التلوث و الأشعة فوق البنفسجية تعمل مجتمعة على إحداث ضرر تدريجي على الجلد، بداية من الإجهاد التأكسدي الذي يدمر خلايا الجلد و البروتينات و الحمض النووي، ثم الالتهاب المزمن الذي يؤدي إلى تدهور جودة البشرة، وصولا إلى تحلل الكولاجين و تحفيز غير طبيعي للخلايا الصبغية مما يؤدي إلى ظهور التصبغات و البقع.
كما يؤدي ذلك إلى ضعف الحاجز الجلدي، ما يزيد من الجفاف و التحسس و التهيج، لتصبح البشرة عرضة للشيخوخة المبكرة بشكل أسرع.
الإجهاد التأكسدي: يدمر خلايا الجلد، البروتينات، و الحمض النووي.
الالتهاب المزمن: يؤدي إلى تدهور مستمر في جودة الجلد.
تخريب الكولاجين: عبر تحفيز إنزيمات مثل MMPs.
اضطراب الميلانين: ما يسبب فرط التصبغ أو البقع.
ضعف الحاجز الجلدي: ما يزيد من الجفاف و الحساسية و التهيج.
عند الحديث عن الوقاية، ما الفرق علميا بين حماية البشرة من الأشعة فوق البنفسجية و حمايتها من التلوث البيئي؟ و هل هناك مؤشرات على الجلد تظهر بسبب التلوث و ليس الشمس فقط؟
في المناخ الحضري مثل الجزائر، يتعرض الجلد يوميا لمزيج من الأشعة فوق البنفسجية و التلوث الجوي، و كلاهما يسرع شيخوخة الجلد عبر آليات مختلفة.
الأشعة فوق البنفسجية (UVA/UVB): تُحدث ضررا إشعاعيا مباشرا من خلال اختراق طبقات الجلد، ما يؤدي إلى تلف الحمض النووي، تحلل الكولاجين، و زيادة الجذور الحرة.
الوقاية: باستخدام واقيات شمس واسعة الطيف تحتوي على عوامل حماية كيميائية أو فيزيائية.
أما التلوث البيئي (جزيئات دقيقة، أوزون، معادن ثقيلة)، فيُضعف الحاجز الجلدي، يولد التهابات مزمنة، و يزيد من الإجهاد التأكسدي.
لا يكفي الواقي الشمسي وحده هنا، بل يحتاج الجلد إلى مضادات أكسدة مثل فيتامين C، E، و النياسيناميد و مكونات تشكل حاجزا واقيا ضد الجزيئات الملوثة.
مؤشرات ضرر التلوث على الجلد:
فرط تصبغ جانبي (بقع على الخدين و الفك) بخلاف توزيع الشمس التقليدي.
اتساع المسام و خشونة البشرة.
شحوب أو لون رمادي للبشرة.
تهيج مزمن و حساسية مفرطة.
زيادة حب الشباب و التهاب الجلد.
نسمع كثيرا عن "تجديد الحاجز الجلدي"، ما المقصود به طبيا؟ و كيف يمكن للشخص العادي الحفاظ عليه في ظل كثرة الغسل و التعرق في الصيف؟
توضح الدكتورة أن الحاجز الجلدي يمثل الطبقة السطحية العليا للبشرة التي تمنع فقدان الماء و تحمي من الجراثيم و التلوث، و مع كثرة الغسل و التعرق في الصيف، يصبح هذا الحاجز معرضا للضعف، ما يؤدي إلى الجفاف و الحساسية. لحمايته.
توصي الدكتورة باستخدام غسول لطيف، ترطيب البشرة بمكونات مثل السيراميدات و النياسيناميد، و تجنب المقشرات القاسية، مع دعم البشرة بمضادات الأكسدة خلال النهار و كريمات الترميم ليلا.
بإختصار:
تقليل الغسل المفرط و استخدام غسول لطيف.
الترطيب بمكونات مثل Ceramides، Niacinamide، Acide Hyaluronique.
تجنب المقشرات القاسية.
دعم الجلد بمضادات أكسدة نهارا و كريم ترميم ليليًا.
هناك تخوف من استعمال الواقي الشمسي يوميا بسبب مكوناته الكيميائية، ما تعليقك العلمي؟ و هل هناك فرق بين الواقيات المعدنية و الكيميائية؟
تؤكد الدكتورة أن التخوف من استخدام الواقي الشمسي يوميا مفهوم، لكنه غالبا مبني على معلومات غير دقيقة.
تشرح أن هناك نوعين من الواقيات:
الواقيات المعدنية (أكسيد الزنك، ثاني أكسيد التيتانيوم): آمنة جدا حتى للأطفال و الحوامل، تعكس الأشعة.
الواقيات الكيميائية (Oxybenzone و غيرها): قد تُمتص بكميات صغيرة، لكن لا توجد أدلة على ضررها عند الاستخدام العادي، و الهيئات الصحية تسمح باستخدامها ضمن تركيزات محددة.
كخلاصة، تؤكد الأخصائية أن الضرر الناتج عن عدم استخدام الواقي الشمسي أكبر بكثير من المخاوف غير المثبتة حول مكوناته.
ما هي العناية الوقائية اليومية التي توصي بها للرجال الذين يهملون عادة العناية بالبشرة رغم تعرضهم للشمس يوميا؟
تشير الدكتورة إلى أن الرجال معرضون بشكل أكبر للأشعة و التلوث بسبب طبيعة عملهم الميداني، و يهمل الكثيرون منهم العناية بالبشرة رغم أهميتها.
نصائح الدكتورة:
صباحا: غسل الوجه بغسول لطيف، كريم مرطب اختياري، و واقي شمسي واسع الطيف (SPF 50).
مساءً: غسل الوجه لإزالة التلوث و العرق، و استخدام كريم مهدئ أو مرطب ليلي.
للإشارة:
اللحية لا تعوض الواقي.
الروتين البسيط (2-3 خطوات) كاف.
الاستمرارية أهم من المنتج المثالي.
بالنسبة للأطفال، ما هي أولويات الحماية الجلدية في الصيف؟ و ما المؤشرات التي تستدعي التوجه للطبيب فورا؟
تشرح الدكتورة أن بشرة الأطفال أكثر حساسية و تعرضا للمخاطر في الصيف، و توصي باستخدام واق شمسي معدني مخصص للأطفال بدرجة حماية SPF 50+، خال من العطور، يُعاد وضعه كل ساعتين.
إلى جانب ارتداء قبعات و ملابس قطنية خفيفة، و تجنب تعريض الأطفال للشمس بين الساعة 11 و 3 ظهرا. و استخدام الترطيب المستمر بمرطبات لطيفة تحتوي على Panthenol أو Glycerin.
تحذر أيضا من بعض المؤشرات التي تستدعي زيارة الطبيب مثل:
بقع حمراء مؤلمة تنتشر بسرعة.
حروق شمسية من الدرجة الثانية (فقاعات).
حرارة جلد مع حمى.
طفح جلدي غير مفسر مع خمول.
بثور مملوءة بالصديد.
حكة شديدة مع تورم
نسمع عن وصفات منزلية للحماية أو لعلاج الحروق الشمسية، ما رأيك الطبي في ذلك؟
تؤكد الدكتورة أن بعض المواد الطبيعية مثل الشاي الأخضر و زيت جوز الهند يمكن استخدامها كمساعدة في التهدئة بعد التعرض للشمس، لكنها لا تعوض عن الحماية الأساسية مثل الواقيات الشمسية.
كما تحذر من بعض الممارسات الخاطئة مثل استخدام معجون الأسنان أو الخل أو الزيوت العطرية المركزة على الجلد.
عند شراء واق شمسي، ما الذي يجب التحقق منه لضمان الفعالية؟
أولاً، تنصح الدكتورة بالتأكد من أن الواقي يحتوي على SPF 30 أو أكثر، و يكون “واسع الطيف” لحماية UVA و UVB، و مقاوم للماء، مع مراعاة تاريخ الصلاحية.
كما توصي بوجود مكونات مثل أكسيد الزنك أو ثاني أكسيد التيتانيوم و مضادات الأكسدة، و تجنب بعض المكونات التي قد تسبب تهيجا مثل أوكسيبنزون و العطور و البارابين.
إدا يجب التحقق من:
SPF 30 أو أكثر.
"واسع الطيف" أو "Broad Spectrum".
مقاوم للماء.
تاريخ الصلاحية.
نوع الواقي (معدني للبشرة الحساسة).
مكونات يفضل وجودها:
Zinc oxide، Titanium dioxide.
Mexoryl XL، Tinosorb S/M.
مضادات أكسدة مثل فيتامين C أو E.
مكونات يفضل تجنبها:
Oxybenzone، Octinoxate، العطور، البارابين، الكحول بتركيز عال.
أخيرا، ما رسالتك العلمية للجزائريين هذا الصيف لحماية بشرتهم؟
تختم الدكتورة دريوش حديثها برسالة علمية واضحة: “بشرتكم لا تميز بين المدينة و الشاطئ، التلوث و الأشعة فوق البنفسجية يعملان بصمت، و نتائجهما تظهر بوضوح لاحقا. الوقاية اليومية باستخدام الواقي الشمسي و اختيار المنتجات بوعي هو استثمار في صحتكم و جمالكم على المدى البعيد.”
فلا تنسوا :
استعملوا الواقي الشمسي يوميا.
أعيدوا وضعه كل 3-4 ساعات.
اختاروا منتجات واضحة التركيب.
الوقاية أرخص و أذكى من العلاج.
علموا أطفالكم عادة الحماية: قبعة، ظل، و واقي.
يمكنكم التواصل مع الدكتورة دريوش.ح، أخصائية في جراحة الجلد، التجميل و الحروق عبر صفحتها على فيسبوك.