بوتين يعلن الاعتراف بسيادة جمهوريات أوكرانيا الانفصالية ويغلق الباب أمام المفاوضات الدبلوماسية.
في قرار ياتي التوتر المستمر على الحدود بين بلاده وأوكرانيا، صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مساء امس الإثنين اعتراف موسكو باستقلال منطقتي دونيتسك ولوهانسك الانفصاليتين عن كييف. واستبق مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل القرار بالتأكيد على أن التكتل سيفرض عقوبات على روسيا في حال اعترفت بالانفصاليين.وقال بوتين "أعتقد أنه من الضروري اتخاذ قرار تأخر كثيرا بالاعتراف فورا باستقلال وسيادة كل من جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوهانسك الشعبية"، قبل أن يبث التلفزيون الرسمي لقطات لتوقيعه في الكرملين مع زعيمي المنطقتين الانفصاليتين على اتفاقيات للتعاون المشترك.وفي خطاب تلفزيوني مطول، صرح بوتين أنه واثق من أن المواطنين الروس يؤيدون هذا القرار، متجاهلا التحذيرات الغربية بأن مثل هذه الخطوة ستكون غير قانونية وستقضي على مفاوضات السلام ، كما اتهم بوتين الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي بتحويل أوكرانيا إلى مسرح حرب.وقال إن موسكو تخشى نشر قوات الحلف هناك وتشعر بالقلق من تجسس الطائرات المسيرة الأمريكية عليها.وأضاف الرئيس الروسي أن مراكز تدريب الحلف في أوكرانيا ترقى إلى مستوى القواعد العسكرية للحلف وأن موسكو تعتبر انضمام كييف المحتمل إلى الحلف تهديدا مباشرا لها.وأدان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الإثنين قرار نظيره الروسي وطالب بفرض "عقوبات أوروبية محددة الأهداف" على موسكو، وفق ما أعلن الإليزيه.وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان إن ماكرون دعا إلى "اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي" لبحث الأزمة الأوكرانية، منددا بـ"انتهاك أحادي الجانب لالتزامات روسيا تجاه المجتمع الدولي واعتداء على سيادة أوكرانيا".وكان زعيما المنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا طالبا بوتين في وقت سابق الإثنين بالاعتراف باستقلال "جمهوريتيهما" وإقامة "تعاون دفاعي".وأطلق هذه الدعوة المنسقة والتي بثت عبر التلفزيون الروسي، رئيس "جمهورية دونيتسك الشعبية" دينيس بوشيلين ورئيس "جمهورية لوهانسك الشعبية" ليونيد باسيتشنيك.وسارع بوتين إلى الرد على الدعوة بالقول إن روسيا تدرس طلب الاعتراف باستقلال الانفصاليين في أوكرانيا.كما وجه النواب الروس في 15 فبراير دعوة إلى بوتين للاعتراف باستقلال المناطق الانفصالية الأوكرانية المدعومة من موسكو والتي تشهد مواجهات مع الجيش الأوكراني في شرق هذا البلد منذ ثماني سنوات، بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا عام 2014.م.ج