و الغاية من هذه الاتفاقية التي تم التوقيع عليها بمقر وزارة التربية الى "صقل المواهب الموجودة في قطاع التربية وترقية البعد الفني واعطائه مكانة في النظام التربوي الوطني وكذلك التحضير مستقبلا لتثمين ما يعج به القطاع من قدرات فنية والذهاب بها إلى ترقية المشهد الثقافي الوطني"، حسب السيد بلعابد الذي ثمن بالمناسبة "استعداد" وزيرة الثقافة "للتعاطي مع هذا الملف وتنفيذه في الآجال المحددة، اثراء للنظام التربوي لا سيما في مرحلة التعليم الثانوي".
وأكد وزير التربية الوطنية في هذا السياق أن "تضافر جهود القطاعين بغرض إنجاح هذا المشروع الهام والاستراتيجي، ستكون له ، لا محالة تداعيات ايجابية جدا على النظام التربوي وعلى الحياة الثقافية الجزائرية"، داعيا قطاعي التربية والثقافة إلى العمل "حثيثا" على تكريس هذا المسعى ابتداء من السنة المقبلة ريثما تنهي اللجنة المشتركة التي تعمل على الملف النظر في التفاصيل".
وتابع قائلا :" طلبت من رئيس المجلس الوطني للبرامج بالوزارة الانتهاء من إعداد البرامج والكتب ذات الصلة بهذا الموضوع بالتعاون مع وزارة الثقافة"، معبرا في نفس الوقت عن قناعته بأن التنسيق والتعاون بين القطاعين " سيضمن تجسيد كل ما تقرره الدولة الجزائرية من ملفات استراتيجية على غرار ملف انشاء بكالوريا فنية".
أما السيدة مولوجي فقد وصفت مثل هذه الاتفاقية ب" اللبنة الاولى وحجر الاساس للانطلاق في تجسيد أحد أهم المشاريع الثقافية والتربوية التي أوصى بها رئيس الجمهورية"، مشيرة الى أنه استنادا الى توصيات جلسات العمل بين القطاعين ودراسة أهم المعطيات المتعلقة بمحتوى البرامج والحجم الساعي والعدد المتوقع من المتمدرسين، توصلنا الى ضرورة ابرام اتفاقية اطار تتضمن بنودها برنامج عمل مشترك لتجسيد مشروع البكالوريا الفنية".
وبالنسبة لوزير الثقافة والفنون فان هذه البكالوريا "تكون بمثابة آلية تمكن المواهب الشبانية من صقل مواهبها وتكييفها مع متطلبات العصر بالولوج الى دراسات عليا من جهة و تمكين أصحاب المواهب من المساهمة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية كمبدعين وفاعلين من جهة أخرى".
كما أكدت أن اللجنة المشتركة التي ستتابع التجسيد الفعلي لهذه الاتفاقية "ينتظر منها عمل كبير لوضع برامج بيداغوجية تنهل من كل الفنون الابداعية لتغرس في أبنائنا سلوكات حضارية تعزز انتمائهم الوطني وتنمي فيهم الحس الابداعي"، مبرزة استعداد قطاعها لوضع كل الامكانيات المادية والبشرية تحت تصرف التلاميذ "لتكوينهم ومرافقتهم وخلق الجو الابداعي اللازم لهم باحتضانهم في الفضاءات الفنية والثقافية وتقديم تظاهرات ثقافية وفنية تكافئ أحسنهم وتخلق فيهم روح المنافسة الفنية والثقافية".
وكان رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون قد أبرز في اجتماع لمجلس الوزراء في 18 أبريل 2021 الدور المنتظر للثقافة والفنون في تجسيد مشروع التغيير المنشود والمساهمة في تنويع الاقتصاد الوطني من خلال استحداث بكالوريا الفنون (السمعي البصري، المسرح، السينما...).
وأكد الرئيس تبون في هذا الاطار على ضرورة تقوية التربية الفنية في الوسط التربوي لجعلها مشتلة لتربية المواهب وتنميتها وطنيا في مختلف التخصصات للتوجه من القواعد نحو صناعة فنية حقيقية وكذا توجيه التلاميذ ذوي المواهب الحقيقية بدءا من السنة الأولى ثانوي إلى التخصص الفني بهدف تكوينهم المبكر وفسح المجال للشباب الجزائري لتنمية مواهبه وهواياته في مختلف التخصصات.
و.أ.ج