“جامع القرويين” مسجد الأندلس يزداد بهاء في كل شهر رمضان.
"جامع القرويين" بالمغرب المعروف من وراء تأسيسه "فاطمة الفهرية" كما يعد أول جامعة في العالم بحسب موسوعة غينيس، ولكن ربما القليل من يعرف أختها "مريم"، التي شيدت في نفس الفترة جامع الأندلس. جامع الأندلس يقف شامخا في المدينة العتيقة لفاس، التي تشع كل جنباتها تاريخا وتراثا ومعمارا، ليجمع بين أصالة القيروان وجمال الأندلس وروح المغرب.صرحت جريدة " الوثائقية" في البدايات الأولى لهذه المعلمة الحضارية التي أنجزت حولها الكثير من التقارير التلفزيونية والأفلام الوثائقية، فقد عمدت فاطمة الفهرية إلى التفكير في إنشاء جامع القرويين، ليكون لها صدقة جارية، وعملا إنسانيا ينتفع به الناس.ومعروف أن فاطمة بنت محمد الفهرية وُلدت سنة 800 ميلادية في مدينة القيروان التونسية، من أبيها العربي محمد بن عبد الله الفهري الذييعود نسبه إلى عقبة بن نافع الفهري فاتح المغرب الأقصى، وقد هاجرت من القيروان التونسية، ثم استقرت في مدينة فاس.وتناول سيرة فاطمة الفهرية وعلاقتها ببناء القرويين كثير من الدراسات والمصادر، خاصة ابن خلدون، وابن أبي زرع في مؤلفه الشهير "روضة القرطاس"، والمؤرخ المغربي عبد الهادي التازي الذي تناولها خلال أطروحته الأكاديمية والجامعية لنيل شهادة الدكتوراه.معروف القيمة الفنية والجمالية للهندسة المعمارية الراقية للمسجد منذ تدشينه وحتى الآنفي كل مرافقه وأسسه وزواياه وفنائه الواسع، ومتانة أسواره وزخرفته الإسلامية المنمقة، وأبوابه المقوّسة الهلالية التي تحمل الكثير من الإشارات الرامزة للهوية الإسلامية المتفتحة الحاضنة لكل القيم والقلوب بسلام.ومع مرور السنين شهد جامع القرويين اهتماما كبيرا من قبل سلاطين الدولة المغربية منذ عهد الأدارسة، حتى تحول إلى قبلة لحفظة القران الكريم وطلبة العلم من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، خاصة من القارة الأفريقية.و حسب تصريح جريدة " الجزيرة" رغم مضي عدة قرون على بناء مسجد الأندلس الذي شيد عام 859 ميلادي، فإنه لا يزال يتحدى تقلبات المناخ ،أمام مدخل الجامع تقف الأبصار شاخصة أمام عمرانه المتناسق تناسق دروب وأزقة مدينة فاس وكأنه قلب المدينة العتيقة.مهزول مالية