وكان الجمهور المكون أساسا من عائلات حاضرا بقوة بقصر الثقافة مفدي زكريا للاستمتاع بثراء إرث المدرسة العاصمية للموسيقى الأندلسية "الصنعة" على غرار "الغرناطي" في تلمسان و"المالوف" في قسنطينة.
ولبت أكثر من ثلاثين جمعية لموسيقى "الصنعة" من تسع مدن، منها الجزائر والبليدة وتيبازة والمدية وعين الدفلى وتيزي وزو، نداء الرئيس والمدير الفني لجمعية "البشطارزية" للموسيقى الأندلسية من القليعة، يزيد حمودي، صاحب هذه "الفكرة الجميلة".
وساهم حوالي خمسة عشر قائد جوق مع عازفي الجمعيات المعنية في هذه اللحظة التاريخية التي أفضت إلى تشكيل "الأوركسترا الجزائرية الكبرى لمدرسة الصنعة" بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ60 لاستقلال الجزائر.
وصرح قائد جوق جمعية "قرطبة" للموسيقى الأندلسية، نجيب كاتب، قائلا إن "إنشاء هذه الفرقة الكبيرة فكرة جيدة، فهي ستحيي حفلات مرة أو مرتين في السنة مع التناوب على قيادتها الفنية".
وتم تعيين يزيد حمودي بالإجماع لقيادة الحفل الموسيقي الأول "للأوركسترا الجزائرية الكبرى لمدرسة الصنعة"، الفضاء الجديد الرامي إلى "صون هذا اللون من التراث الأندلسي وترقيته ونقله للأجيال".
وخلال هذه الأمسية الرائعة، أمتعت الفرقة لمدة ساعتين من الزمن الحضور بعدة مقطوعات من موسيقى" الصنعة "على غرار "توشية مايا" و "يا غزالا بالحمى ما أجملك". سمحت نغمات مئات الآلات الوترية المدوية تحت سماء حديقة الزهور بقصر الثقافة مفدي زكريا من أداء مقتطفات من "نوبة ديل" بتنويعات إيقاعية.
و أ ج