فقد قرر زعماء الدول الافريقية , قبل عقدين اطلاق على كيانهم الجامع تسمية " الاتحاد الافريقي" بدلا من منظمة الوحدة الافريقية التي تأسست في 25 مايو 1963 في العاصمة الاثيوبية ,أديس أبابا ,و عملت لأكثر من ثلاثة عقود.
ونبعت فكرة التغيير الى الاتحاد الأفريقي كبديل لمنظمة الوحدة الافريقية بحثا عن تحقيق أهداف جديدة تعزز ما تسعى إليه شعوب القارة الأفريقية ضمن رؤية قادتها نحو مزيد من وحدة وتضامن شعوب وبلدان القارة والدفاع عن سيادة الأراضي والاستقلال لكافة الدول الأعضاء , إلى جانب التعجيل بالتكامل السياسي والاقتصادي والاجتماعي لإفريقيا وشعبها.
و لتوطيد هذه الفكرة أصدر رؤساء الدول والحكومات بمنظمة الوحدة الأفريقية في عام 1999 /إعلان سرت/ الذي يدعو إلى إنشاء اتحاد افريقي جديد يعمل على تسريع عملية التكامل في افريقيا، ودعم وتمكين الدول الأفريقية في الاقتصاد العالمي ومعالجة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المتعددة الجوانب التي تواجه القارة.
وتم عقد أربعة اجتماعات للقمة في الفترة التي تسبق الإطلاق الرسمي للاتحاد الأفريقي: وهي قمة سرت (ليبيا-1999) التي اعتمدت /إعلان سرت/ والدعوة إلى إنشاء الاتحاد الأفريقي , قمة لومي (2000) بجمهورية التوغو , التي اعتمدت القانون التأسيسي للإتحاد الافريقي ثم قمة لوساكا (2001)، التي صاغت خريطة الطريق لتنفيذ الاتحاد , وهو ما شرع رسميا للاتحاد الافريقي ليحل محل منظمة الوحدة الأفريقية بعد 39 عاما من تأسيسها.
وجاءت بعدها قمة دوربان بجنوب افريقيا (2002) , التي أطلقت الإتحاد الأفريقي وتم خلالها عقد أول قمة لرؤساء الدول والحكومات للاتحاد الافريقي.
وينص النظام الأساسي للاتحاد الافريقي ضمن بنوده على " تحقيق وحدة وتضامن أكبر بين الشعوب والبلدان الأفريقية ، والتعجيل بالتكامل السياسي والاقتصادي والاجتماعي لأفريقيا، وتعزيز السلام والأمن والاستقرار في القارة الأفريقية، من خلال توطيد النظام الديمقراطي ومؤسساته وتعزيز المشاركة الشعبية والحكم الرشيد".
و لتحقيق هذه الغاية , تم دمج عدد كبير من هياكل منظمة الوحدة الأفريقية في الاتحاد الأفريقي , الذي أنشأ أيضا عديد من الاجهزة الجديدة .
ولمواجهة النزاعات المتزايدة في القارة , أنشئ الاتحاد الافريقي , مجلس للسلم والأمن الذي يعتمد الحوار و الوقاية وسيلة لحل وتسوية تلك النزاعات و دعم السلام.
وللاتحاد الافريقي سلطة التدخل لفض وانهاء النزاعات للدول "تحت ظروف معينة".
كما أن قضيتي الديمقراطية وحقوق الإنسان يعدان "العمود الفقري" للاتحاد الافريقي.
كما أنشأ التكتل , برلمانا افريقيا و محكمة للعدل و البنك الافريقي.
ويرى رئيس الصناعة والتعدين والابتكار بمفوضية الاتحاد الأفريقي حسين حسن , أن احتفالات الاتحاد الأفريقي بمرور 20 عاما على إعلانه تأتي بعد أن "حقق الاتحاد الكثير من النجاحات، ويحرز تطورات متسارعة في المجال السياسي بالمحافل الدولية لما له من ثقل كبير جدا كمنظمة تضم 55 دولة".
وعلى الرغم من الإنجازات العديدة التي تحققت في القارة , فإن تحديات المستقبل كبيرة و متعددة , وهي تحديات أمنية و وبائية واقتصادية في ظل استمرار غياب الاستقرار السياسي في دول بغرب إفريقيا و القرن الأفريقي و الإرهاب في منطقة الساحل , كما أن حلم تحقيق التكامل الاقتصادي لازال بعيد المنال حسب المراقبين , في الوقت الذي لا يزال وباء /كوفيد-19/ يهدد إفريقيا.
وتحتاج أفريقيا إلى مزيد من الموارد ولتحقيق ذلك يتعين عليها القضاء على الإرهاب والسيطرة على نموها السكاني مع العمل بجد لتحفيز النمو الاقتصادي وتحويل آفاق التنمية في القارة , حسب الخبراء.
وتوفر الذكرى السنوية العشرون لتأسيس الاتحاد الافريقي , فرصة للدول الأعضاء لتقييم إنجازاتها حتى الآن باعتبارها الهيئة الأولى للسلام والأمن والاستقرار في القارة التي تمثل أحد المبادئ التأسيسية للمنظمة، حيث بنى القادة الأفارقة هيكلًا مفصلًا (مجلس السلم و الامن) من شأنه أن يمكّن الاتحاد الأفريقي من الوفاء بهذا التفويض.