يعد الكبد من الأعضاء الحيوية المهمة في جسم الإنسان الذي يساعد على تنقية الجسم من السموم، وإفراز البيليروبين، وتكسير الكربوهيدرات والدهون والبروتينات، والعديد من الوظائف الأخرى المهمة.
لكن قد يصاب بعض الأشخاص بعدوى فيروسية أو أسباب أخرى محتملة قد تؤدي إلى الإصابة بالتهاب الكبد، والذي بدوره يؤثر سلبًا على وظائف الكبد.
التهاب الكبد A هو نوع من العدوى الفيروسية التي تصيب الكبد. وينتشر الفيروس المسبّب للمرض عندما يتناول شخص لا يحمل العدوى (أو غير مُطعّم) طعاماً أو يشرب شراباً ملوّثاً ببراز شخص يحمل الفيروس المسبّب للمرض: وتُدعى تلك الظاهرة السراية البرازية-الفموية. وهناك علاقة وثيقة بين المرض وتدني وسائل الإصحاح وانعدام عادات النظافة الشخصية. ولا تتسبّب عدوى التهاب الكبد A، على عكس التهابي الكبد B وC، في إصابة الكبد بشكل مزمن ولا تؤدي إلى الوفاة إلاّ في حالات نادرة، ولكن يمكنها إحداث أعراض موهنة.
صرحت الدكتورة آمال شلحة، مسؤولة عن مركز التشخيص التطوعي للصحة الجوارية أولاد يعيش بالبليدة، في تصريحها على هامش الأبواب المفتوحة للتعريف بالتهاب الكبد الفيروسي، إلى أن الهدف من تنظيم الأبواب، هو تبسيط المعلومات للمواطنين، وحملهم على التشخيص المبكر، خاصة أن التهاب الكبد من نوع "س" لديه العلاج، وبالتالي فما على المريض إلا التقرب، لتمكينه من العلاج العضوي والنفسي. أما التهاب الكبد الفيروسي من نوع "ب"، فيصل في أغلب الأحيان، إلى مراحل معقدة بعد تطوره إلى مرحلة التليف الكبدي أو سرطان الكبد، ومع هذا يمكن بالتشخيص المبكر، وعلاجه من خلال إيقاف انتشار الفيروس، والتحكم فيه.
الأعراض تتراوح التهاب الكبد A من أعراض خفيفة إلى وخيمة ومنها الحمى والتوعّك وفقدان الشهية والإسهال والغثيان والانزعاج البطني وتلوّن البول بلون داكن واليرقان (اصفرار البشرة وبياض العينين). ولا تظهر جميع هذه الأعراض على كل من يصيبه المرض. والمُلاحظ أنّها كثيراً ما تظهر لدى البالغين أكثر منه لدى الأطفال، كما أنّ وخامة المرض ومعدلات الوفيات الناجمة عنه تزيد بين الفئات الأكبر سناً. ولا يتعرّض المصابون من الأطفال دون سن السادسة، عادة، لأيّة أعراض ظاهرة، ولا يُصاب باليرقان إلاّ 10% منهم. أمّا لدى الأطفال الأكبر سناً والبالغين فإنّ العدوى تتسبّب، عادة، في ظهور أعراض أكثر وخامة، مع إصابة أكثر من 70% من الحالات باليرقان. ويُشفى معظم المصابين في غضون عدة أسابيع- أو أشهر في بعض الأحيان- دون وقوع أيّة مضاعفات تُذكر.
لا يوجد علاج محدّد ضدّ التهاب الكبد A. وقد يتم الشفاء من الأعراض الناجمة عن العدوى بوتيرة بطيئة ويستغرق عدة أسابيع أو أشهر. والغرض من المعالجة هو الحفاظ على راحة المصاب وضمان توازن تغذوي مناسب، بما في ذلك إعطاء السوائل البديلة التي تضيع جرّاء التقيّؤ والإسهال.
يُحتفى باليوم العالمي لالتهاب الكبد يوم 28 يوليو من كل عام لزيادة الوعي بالتهاب الكبد الفيروسي الذي يسبب التهاب الكبد المؤدي إلى الإصابة بمرض وخيم وسرطان الكبد.
مهزول مالية/ منظمة الصحة العالمية/ الدكتورة آمال شلحة.