الملاريا مرض حُمّوي حاد تسبّبه طفيليات من فصيلة المتصوّرات التي تنتقل إلى البشر بواسطة قرصات أنثى حشرات بعوض الأنوفيلس الحاملة للعدوى. ويوجد 5 أنواع من المتصوّرات التي تسبّب الملاريا لدى الإنسان، وهناك نوعان منها يشكلان الخطر الأكبر وهما: المتصوّرة المنجلية والمتصوّرة النشيطة. والمتصورة المنجلية هي نوع طفيليات الملاريا الأكثر فتكاً وانتشاراً في القارة الأفريقية. وأما المتصورة النشيطة، فهي نوع طفيليات الملاريا المهيمن في معظم البلدان الواقعة خارج أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
وتظهر عادة الأعراض الأولى للمرض – الحمى والصداع والقشعريرة - في غضون فترة تتراوح بين 10 أيام و15 يوماً عقب تعرّضهم لقرصة بعوضة حاملة لعدوى المرض، وقد تكون هذه الأعراض الأولى خفيفة ويصعب عزوّها إلى الملاريا. ويمكن للملاريا المنجلية، إذا لم تُعالج، أن تتطوّر إلى اعتلال وخيم وتسبب الوفاة خلال فترة 24 ساعة.
وفي عام 2020، تعرض نصف سكان العالم تقريباً لخطر الإصابة بالملاريا. وهناك بعض فئات السكان المعرّضة لخطر أعلى بكثير للإصابة بالملاريا وتطور الإصابة لديها إلى مرض وخيم، وهي: الرضع والأطفال دون سن الخامسة والحوامل والمصابون بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، وكذلك الأشخاص ذوو المناعة المنخفضة الذين ينتقلون إلى مناطق يشتد فيها انتقال المرض، مثل العمال المهاجرين والسكان المتنقلين والمسافرين.
إن مكافحة ناقلات الأمراض عنصر حيوي في استراتيجيات مكافحة الملاريا والقضاء عليها، نظراً إلى فعاليتها الكبيرة في الوقاية من العدوى والحد من انتقال الأمراض. والتدخلان الرئيسيان في هذا المجال هما الناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات والرش الموضعي للأماكن المغلقة.
ويهدّد ظهور مقاومة المبيدات الحشرية لدى بعوض الأنوفيليسالتقدم المحرز في مكافحة الملاريا على الصعيد العالميّ. فوفقاً لما يرد في أحدث تقرير عالميّ عن الملاريا، فقد أبلغ 78 بلداً عن مقاومة حشرات البعوض لصنف واحد على الأقل من أصل 4 أصناف من مبيدات الحشرات شائعة الاستعمال في الفترة بين عامي 2010 و2019. وفي 29 بلداً آخر، أُبلغ عن مقاومة البعوض لجميع الأصناف الرئيسية من مبيدات الحشرات.
مهزول مالية/ منظمة الصحة العالمية.