وفي هذا الصدد، شهد المعلم التذكاري للشهيد البطل وسط مدينة بوقادير، تجمع السلطات المحلية مع عائلة الشهيد و أعضاء الأسرة الثورية للترحم واستذكار سيرة الرائد عبد الرحمان كرزازي الذي خلد اسمه في تاريخ الولايتين التاريخيتين الرابعة و الخامسة من خلال المعارك التي خاضها و المهام التي نفذها بكل استبسال و روح وطنية.
كما تضمن برنامج هذه الاحتفالية تكريم عائلة الشهيد البطل، وتقديم ندوة حول خصال و مسيرة الرائد سي طارق، وذلك في إطار تعريف وتخليد رموز المقاومة الشعبية و الحركة الوطنية و ثورة أول نوفمبر 1954 لدى الشباب من جيل اليوم، حسبما أكده المكلف بالإعلام بمديرية المجاهدين و ذوي الحقوق، محمد مزيان.
ولقيت هذه الفعاليات التاريخية استحسان الأسرة الثورية وعدد من رفقاء الشهيد الذين أكدوا ل(وأج) أهمية تنظيم مثل هذه النشاطات التي تخلد تضحيات جيل الثورة وترسخها لدى جيل اليوم و تسمح بتوثيق سير الشهداء والأبطال الذي قدموا النفس و النفيس في سبيل أن تحيا الجزائر حرة مستقلة.
ولد الشهـيد عبد الرحمان كرزازي في 19 مايو 1931 بقرية فلاحية بمولاي إدريس، عرش بن وارسوس، دائرة الرمشي ولاية تلمسان، و استدعي سنة 1951 لأداء الخدمة العسكرية الإجبارية، ثم هاجر سنة 1953 إلى فرنسا، أين التقى بالمناضلين المنتمين لحركة انتصار الحريات الديمقراطية.
وغداة اندلاع ثورة نوفمبر سنة 1954، قرر عبد الرحمان كرزازي العودة إلى الوطن وانضم إلى صفوف المجاهدين سنة 1955 بصفة جندي بناحية "وارسوس"، ضمن أول فوج لجيش التحرير الوطني، ليشارك في عدة مهام على غرار تدمير منشآت العدو ونصب الكمائن والإغارة على المواقع العسكرية الفرنسية، بالإضافة لتوعية المواطنين وتعريفهم بواجباتهم الثورية و تشجيعهم للانضمام للثورة.
وأبدى الشهيد البطل خلال مختلف المعارك التي خاضها و المهام التي نفذها حنكة و براعة في التسيير والقيادة، مما جعله يحظى بتقدير مسؤوليه ليرقي سنة 1958 إلى عضو قيادة المنطقة الرابعة برتبة ضابط ثاني، ثم أخذ يتدرج في سلم المسؤوليات والقيادة إلى أن أصبح قائد المنطقة الرابعة بالولاية الخامسة تاريخيا.
ولم تتوقف رحلة كفاح الشهيد عبد الرحمان كرزازي عند حدود الولاية التاريخية الخامسة، بل وصلت إلى غاية الولاية الرابعة حيث خاض عدة معارك بضواحي بلدية بوقادير و سلسلتي جبال الظهرة و جبال الونشريس، حتى كتبت له الشهادة في معركة دوار "الشواقرية" بالشلف في الخامس عشر من شهر أغسطس سنة 1961.
و ا ج