باتنة: توافد لافت للزوار على مساحة الراحة المحاذية لغابة كوندورسي بوادي الشعبة
تستقطب الطبيعة الخلابة المحيطة بمساحة الراحة حملة المحاذية لغابة كوندورسي، ببلدية وادي الشعبة، بولاية باتنة الزوار من مختلف البلديات وعديد الولايات المجاورة لتتحول كلما حل موسم الحر إلى قبلة مفضلة للكثيرين.وتجد العائلات ضالتها في اللجوء إلى هذا المكان الهادئ والمعروف بأشجار الصنوبر الحلبي طلبا للراحة والاستجمام وأيضا للاستمتاع بالهواء المنعش المشبع بروائح النباتات العطرية خاصة الشيح وإكليل الجبل والزعتر البري التي تنساب بلطف كلما هبت نسمة خفيفة.حتى القرية الصغيرة كوندورسي، التي يقطعها الطريق المؤدي إلى مساحة الراحة حملة، أصبحت تشهد حيوية لافتة منذ مدة بفعل الوافدين على هذا المكان، يقول الشاب الجمعي حمو و هو يحاول إبعاد قطيع أبقاره عن الطريق.والجميل، يضيف مرافقه، بائع الشاي والفول السوداني المتجول، ساعد العمري، المعتاد على المكان وهو يعرض بضاعته على بعض المارة من أصحاب السيارات "أن هذه الحركية يصاحبها انتعاش في بعض المهن الصغيرة، مما يبشر بآفاق واعدة لشباب المنطقة خاصة و أن الجهة أصبحت تستقطب الاهتمام كوجهة سياحية".فالإقبال، حسبه، لا ينقطع عن هذه المساحة الطبيعية التي يتنوع جمالها باختلاف فصول السنة كلما اشتدت حرارة الطقس لتميزها بجو لطيف يميل للبرودة في أوقات الغروب.ويضيف ساعد العمري، " أن كل شيء هنا جذاب، وحتى أشعة الشمس المتسللة باحتشام بين الأشجار المعمرة ترسم في انعكاسها على الجسر الروماني العتيق لوحة فنية تزيد من شاعرية المكان". وما زاد في شهرة هذه المساحة التي تقع بحملة و التابعة للحظيرة الوطنية بلزمة حسب ما ذكره مواطنون بعين المكان هو دون شك امتدادها إلى الطريق الجبليالشهير بطريق أم الرخاء، الرابط بين مدينتي باتنة ومروانة وسط غابة كثيفة تعدمن أجمل ما تزخر به ولاية باتنة من ثروة غابية .-- تنوع بيولوجي وطبيعة خلابة تحبس الأنفاس --فالزائر لأول مرة لمساحة الراحة بحملة الذي يدفعه الفضول للتوغل أكثر في الطريق الجبلي الغابي على اليسار بعد الجسر الروماني يصاب بالدهشة بما تكتشفه عيناه من تنوع بيولوجي وطبيعة خلابة تحبس الأنفاس على طول الطريق المختصر الرابط بين مدينتي باتنة ومروانة انطلاقا من حملة ببلدية وادي الشعبة على مسافة 28 كلم.فأشجار الأرز الأطلسي المعمرة والباسقة على مد البصر و هي في تناغم من بداية الطريق بحملة فعين كروش وثنية القنطس وصولا إلى أم الرخاء وعلي النمر بالجهة الأخرى بمروانة وسط طبيعة عذراء وكأنها قطعة مهربة من عالم الخيال على حد تعبير حمودي زدام، الذي التقته وأج بأعالي كوندورسي وهو بصدد جلب المياه من منبع عين كروش.وحسب المصدر فإن الطبيعة الهادئة بهذا المكان الساحر تستهويه وأفراد عائلته، مضيفا بالقول: "نعيد اكتشاف هذا المكان في كل مرة ونجد متعة كبيرة في التجوال بين أشجار الأرز وحتى ممارسة رياضة الركض".أما السيدة ليلى نعمان التي كانت رفقة زوجها وأبنائها غير بعيد عن المكان و هم يلتقطون صورا توثق للذكرى على حافة طريق أم الرخاء وسط غابة الأرز الأطلسي الكثيفة، فقالت بأنها تفضل المنتزهات الغابية عن ازدحام شواطئ البحر وصخب المدن الساحلية.وأضافت : "هنا يجد الزائر الهدوء والسكينة ويتأكد بأن الاستمتاع بالعطلة الصيفية لا يتوقف على البحر فقط" . لكن ما يحز في النفس تضيف المتحدثة هو خلو أغلب هذه المساحات الطبيعية التي تستقطب العائلات من أبسط الخدمات، فالزائر يضطر لجلب معه ما يحتاجه.وقد ساهمت دوريات الدرك الوطني وأعوان الغابات التي تشهدها هذه الجهة على مدار الساعة وكذا حملات التحسيس المتواصلة من طرف بعض الجمعيات النشطة في المجال البيئي لفائدة الزوار منذ حلول موسم الاصطياف في جعل المكان آمنا على الرغم من أنه يقع بمنطقة جبلية نائية.وتعد مساحة الراحة بحملة واحدة من عديد المناطق بالحظيرة الوطنية لبلزمة التي يتوافد عليها الزوار من عشاق الطبيعة و هواة المشي ومتسلقي الجبال والتخييم لكنها الأشهر بفضل المقومات التي تحتويها ومنها خاصة كثافة أشجار الأرز الأطلسي التي جعلت من هذا المنتجع موقعا فريدا من نوعه بالولاية جدير بالاهتمام والتثمين لبعث سياحة جبلية مستدامة على حد تعبير الكثير من زوار الموقع-- رهان على غابات الترفيه لإنعاش التنمية --وتراهن السلطات المحلية بباتنة على غابات الترفيه لإنعاش التنمية وتثمين هذه الثروة التي تقدر مساحتها محليا ب 327 ألف و180 هكتارا بما يعادل نسبة 27 بالمائة من مساحة الولاية، مما يجعلها الأولى وطنيا في هذا المجال.وتم لهذا الغرض سنة 2022 إنشاء غابتين للاستجمام والترفيه بصدور قرار تحديدهما، حسب ما أكده المحافظ الولائي للغابات عبد المؤمن بولزازن، مشيرا إلى استكمال الإجراءات القانونية بالنسبة للأولى وهي غابة بوييلف ببلدية فسديس و منح رخصة استغلالها لمستثمر من باتنة فيما فتحت الترشيحات مؤخرا للاستثمار في الثانية وهي غابة حرقالة ببلدية مروانة .وسيتم تهيئة الغابتين و إنجاز مرافق بداخلها للتسلية والترفيه بمواد صديقة للبيئة لفائدة العائلات و هواة الطبيعة وفق دفتر شروط للمحافظة على هذه الثروة واستغلالها الأمثل، يضيف ذات المصدر. وقد تم الانتهاء مؤخرا من دراسة مشروع غابة ثالثة هي تيزغوين للاستجمام والتسلية بغابة الدولة أولاد فضالة ببلدية تازولت و صادقت عليه مصالح المديرية العامة للغابات وأرسل إلى الوزارة الوصية.وتجري حاليا دراسة 12 مشروعا لغابات الاستجمام والترفيه عبر ولاية باتنة بمساحة إجمالية تقدر وفق المصدر ب 2900 هكتار على مستوى المديرية العامة للغابات بغية المصادقة عليها قبل أن تحول للوزارة الوصية لإصدار قرارات التحديد الخاصة بها .وكان والي باتنة توفيق مزهود قد أكد في عدة مناسبات على أهمية تثمين الثروة الغابية بالولاية من خلال استحداث غابات للتسلية والترفيه من شأنها أن تساهم في فتح مناصب شغل لفائدة الشباب وتبعث التنمية المحلية من خلال إنعاش السياحة خاصة الجبلية منها.وأج