تم التأكيد خلال منتدى تواصل الأجيال لدعم العمل العربي المشترك, الذي افتتحت أشغاله اليوم الأحد بوهران بحضور مسؤولين سامين وناشطين من المجتمع المدني ومؤثرين وشخصيات أكاديمية رفيعة المستوى من 19 دولة عربية, على ضرورة تفعيل دور المجتمع المدني في منظومة العمل العربي المشترك.وأبرز وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج, رمطان لعمامرة, في كلمة قرأت نيابة عنه خلال مراسم افتتاح اللقاء بأن انعقاد منتدى تواصل الأجيال لدعم العمل العربي المشترك يهدف أساسا إلى "توسيع مشاركة مكونات المجتمع المدني وتفعيل أدوارها في منظومة العمل العربي المشترك ويندرج ضمن سلسلة من المبادرات الرامية إلى إعطائها دور فعال وفق مقاربة تشاركية مع مختلف المؤسسات الرسمية لبلداننا العربية قصد تعزيز إدراج المنطقة العربية كأولوية رئيسية على الأجندات الإقليمية والدولية".وذكر بأن هذا المنتدى ينعقد قبل أسابيع قليلة من احتضان الجزائر للقمة العربية المقبلة تزامنا مع رمزية عزيزة على كل الجزائريين والاشقاء العرب ألا وهي الذكرى ال 68 لاندلاع ثورة نوفمبر الخالدة والتي كانت "عنوانا لوحدة الصف العربي ولتضامن الشعوب والدول العربية مع كفاح ونضال الشعب الجزائري التحرري" ,قائلا إن "مشاركتكم في هذا اللقاء لرسالة توجهونها إلى الأجيال الصاعدة في كل ربوع الوطن العربي حول الدور الذي لعبته ثورة نوفمبر 1954 في توحيد الصفوف العربية وترسيخ قيم التضامن والتآزر والتلاحم بين الشعوب العربية بكل أطيافها وأجيالها".ولدى تطرقه إلى تجربة الجزائر بخصوص دور المجتمع المدني, أردف السيد لعمامرة أن "أحسن ما ألخص به قولي هو ما أكده رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في عدة مناسبات وهي أن المجتمع المدني هو الحليف الأول لتحقيق استقامة الدولة", لافتا الى أن يكون المجتمع المدني "رديف الحكومات في العمل من أجل التنمية ويكمل دورها ويتكامل معها في رفع الأعباء والمشكلات في بلداننا العربية بما يدعم الجهود العربية الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة".وذكر أيضا بأن الرئيس تبون ألح على ضرورة إدماج المجتمع المدني ومساعدته, مبرزا بأن "إنشاء المرصد الوطني للمجتمع المدني ودسترته بمنحه الصفة الاستشارية لهو خير دليل على هذا التوجه".ومن جانبه اعتبر رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني عبد الرحمان حمزاوي أن العمل العربي المشترك ينبغي أن يكون "وفق مقاربة مستحدثة تؤازر الأطر المؤسساتية التقليدية بما يتيح للمجتمع المدني فضاء واسعا للعب دوره كشريك دائم في تسيير الأزمات ومواجهة التحديات جنبا الى جنب مع السلطات الرسمية".وأبرز أن هذا المنتدى يعتبر "فرصة لبلورة أفكار وتصورات وسانحة لرفع توصيات تؤسس لانطلاقة هامة في مسيرة تمكين فعاليات المجتمع المدني العربي للمساهمة في الشؤون العربية الهامة".ومن جهته أعلن ممثل الأمانة العامة لجامعة الدول العربية خميس البوزيدي, في كلمة ألقاها خلال أشغال اللقاء أنه تم تشكيل الفريق الرابع المعني بتطوير البعد الشعبي للجامعة العربية في منظومة العمل العربي المشترك برئاسة الجزائر التي تعكف الآن على إعداد الصياغة النهائية لمعايير موحدة يلزم توفرها لدى منظمات المجتمع المدني العربية بمنحها صفة مراقب في أجهزة وآليات جامعة الدول العربية مما سيوثق علاقات المنظمة مع مؤسسات المجتمع المدني ويفتح المجال أمام هذه الأخيرة لمواكبة مسيرة العمل العربي المشترك والوقوف عند ما يتحقق من تقدم في تعزيز العلاقات البينية العربية-العربية.وأشاد بالمرصد الوطني للمجتمع المدني بالجزائر الذي يعد -حسبه- من المكاسب المؤسساتية الهامة في المنطقة العربية حيث تم إنشاؤه بمبادرة سامية من لدن رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون إيمانا منه بالدور الحيوي لمؤسسات المجتمع المدني في المساهمة في نشر قيم المواطنة وتشجيع العمل التطوعي والعمل للصالح العام في جميع المجالات تحقيقا لأهداف التنمية الوطنية.وقد بحث المشاركون خلال جلسة مغلقة في اليوم الأول من هذا اللقاء الذي يتواصل خمسة أيام واقع العمل العربي المشترك وآفاق وسبل تعزيزه.وعلى هامش أشغال هذا المنتدى قال المدير السابق لإدارة الدول العربية بجامعة الدول العربية والسفير اللبناني السابق محمد علي الجاروش, في تصريح لوأج أن القمة العربية التي ستحتضنها الجزائر يومي 1 و2 نوفمبر القادم "ستكون قمة للتغيير وللم الشمل العربي بقيادة الجزائر", مضيفا أن "العمل العربي المشترك تأثر عقب النزاعات والحروب في المنطقة وتسعى الجزائر من خلال القمة العربية القادمة إلى تعزيز العمل العربي وإيجاد الآليات والسبل الكفيلة لتحقيق ذلك".ومن جهته أثنى وزير الخارجية المصري الأسبق ,نبيل فهمي, في تصريح لوأج استضافة الجزائر للقمة العربية المقبلة, مشيدا بالدور الذي يمكن أن تلعبه في لم الشمل العربي. وأضاف قائلا أن "الجزائر دولة قوية لها جذور عميقة وهوية وطنية معروفة" ويمكن أن تلعب "دورا مهما" في لم الشمل العربي.ويشارك في هذا المنتدى الذي ينظمه المرصد الوطني للمجتمع المدني حوالي 150 شخصا من مسئولين سامين وناشطين من المجتمع المدني ومؤثرين وشخصيات أكاديمية رفيعة من 19 دولة عربية وهي الجزائر ومصر وتونس والبحرين والكويت وموريتانيا والإمارات العربية المتحدة وكذا سلطنة عمان والعربية السعودية واليمن وسوريا وفلسطين والعراق والسودان وليبيا ولبنان والأردن وقطر وجيبوتي.وأج