"بسم الله الرحمان الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الـمرسلين نحتفي في الثامن عشر (18) من فيفري باليوم الوطني للشهيد، كرمز لتضحيات شعبنا الـمحفوظة في ذاكرة الأمة، وهو مناسبة متجددة تدعونا إلى استشعار الأمانة التي نتحمل جميعا شرف الائتمان عليهـا، من أجل أن يبقى الانتماء الوطني متجذرا، ويظل الوفاء للشهداء رابطة وطنية مقدسة، تحصن تماسك نسيجنا الاجتماعي، أمام من يركبون موجة الإساءة لبلادنا، ويتورطون في تكرار تجاوزاتهم وانزلاقاتهم الرامية إلى التشويش على المسار الذي باشرناه، لبعث تنمية وطنية مستدامة في جزائر جديدة واعدة، والهادفة إلى التأثير في مواقف الجزائر، وتفاعلها مع محيطها الإقليمي والدولي، وفق قاعدة التعاون على أساس تبادل المصالح، المقرون بالاحترام الكامل لمبدأ استقلال الدول، ولمفهوم الندية.
إن أغلى رصيد آل إلى الأجيال من ثورتنا المجيدة، وشهدائنا الأبرار، هو الارتباط الأبدي بالرسالة النوفمبرية التي يستمد منها شعبنا القدرة على كشف نوايا دوائر من ورثة العار الاستعماري، يسكنها عداؤها الدائم للجزائر .. وإذا كنا نحتفي باليوم الوطني للشهيد، انطلاقا من هذه القناعة، التي تغيب من حساباتهم، فللتذكير بغيرة شعبنا الأبي على سيادة أرض الشهداء، وللتأكيد على أن الجزائر، التي تكسب في هذه الـمرحلة وفي كل القطاعات والمجالات رهانات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ستواصل على نطاق واسع التوجه نحو تعزيز الإنجازات، وتثبيت أركان الدولة الحديثة، التي تسود فيها قيم المواطنة، وينعم فيها المجتمع بالاستقرار والسكينة، وتكون في أفضل المواقع للدفاع عن مصالحها الاستراتيجية، مع تمام الإدراك لدورها المحوري، ولمكانتها على خارطة توازنات السياق الإقليمي والدولي الراهن، وما يشهده من توتر، أصبح يطبع العلاقات الدولية، وينذر بتداعيات مقلقة، لم تفتأ الجزائر تعلن استعدادها للحد من خطورتها، بالعمل مع جميع شركائها، من أجل المساهمة في استتباب السلم والأمن في الـمنطقة .. وفي العالم.
وإنني في الأخير، ونحن نعيش في هذه المناسبة لحظة إكبار لشهداء ثورة التحرير المجيدة، أجدد عهدنا معهم للسير على نهجهم في التضحية ونكران الذات، من أجل عزة وسؤدد وطننا المفدى، وأترحم معكم على أرواحهم الزكية .. متوجها بالتحية والتقدير لإخوانهم المجاهدين، أطال الله في أعمارهم ومتعهم بالصحة والعافية.
تحيا الجزائر
عاشت الجزائر حرة أبية
الـمجد والخلود لشهدائنا الأبرار.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته".