وخلال هذا الحدث المنظم من طرف الاتحاد العالمي لرابطات الأمم المتحدة, ذكر السيد بن جمعة الذي أشار إلى أن الجزائر تقوم بالتحضير للعهدة المقبلة, بتصريح رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون خلال كلمته في مؤتمر السفراء, يوم 8 نوفمبر 2021, حينما أكد أنه " يبقى من الضروري اتخاذ إجراءات استباقية, من أجل ترسيخ دور الجزائر كفاعل مؤثر, يساهم بجدية في مواجهة التحديات الدولية, وذلك من خلال طرح الأفكار والمبادرات, التي من شأنها تعزيز العمل متعدد الأطراف.
وفي إطار ما سبق, ينبغي إعطاء الأولوية لعضوية الجزائر المقبلة, في مجلس الأمن للأمم المتحدة, للمساهمة في الجهود الرامية للحفاظ على السلم والأمن الدوليين".
وفي إشارته الى أن عضوية الجزائر تتمتع بموافقة الاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية وكذا منظمة التعاون الاسلامي, استعرض الدبلوماسي أهم الأولويات والالتزامات التي تطمح و تسعى الجزائر الى تحقيقها, كعضو منتخب في مجلس الأمن.
وصرح السيد بن جمعة يقول : "سواء تعلق الأمر بالصراعات والأزمات المدرجة في جدول الأعمال, بالمسائل الموضوعاتية أو بمناهج العمل لمجلس الأمن, لن تدخر الجزائر أي جهد من أجل العمل بالتعاون الوثيق مع كافة الأطراف, بشكل فردي و جماعي, على المساهمة في القيام بالمهمة النبيلة لحفظ السلم والأمن الدوليين".
وأبرز السيد بن جمعة خبرة الجزائر في التعامل مع الأوضاع على أرض الواقع وكذا تجربتها كعضو بعديد الهيئات التي تعنى بالسلم والأمن على الصعيدين الاقليمي والقاري, مؤكدا بأن الجزائر مستعدة لتقاسم تقييماتها وتحاليلها واقتراحاتها البناءة في كل عملية استشارية واتخاذ القرار, بالتنسيق و بالتعاون مع أعضاء مجلس الأمن.
وفي نفس الإطار، سلط الضوء على بعض المجالات الأساسية على غرار أهمية تعزيز الميكانيزمات الملائمة المتواجدة من أجل التسوية السلمية للنزاعات وترقية دور المنظمات الإقليمية لاسيما الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية، مشيرا أن الجزائر ستكون في "طليعة" الدفاع عن تعدد الأطراف والقانون الدولي، أبرز أنها "ستعمل على تصحيح مظاهر الظلم التي تواجهها الشعوب المضطهدة والذين لا صوت لهم".
وعند تطرقه لقضية مكافحة الإرهاب، أبرز السيد بن جمعة ضرورة بذل جهود موحدة من أجل مقاربة شاملة ومتكاملة، مذكرا بالتجربة "المعروفة والفريدة من نوعها" التي خاضتها الجزائر في هذا المجال، حيث "كافحت الإرهاب لمدة عشر سنوات وهزمته، مع أنها خاضت هذا الكفاح لوحدها".
كما أضاف الدبلوماسي "لا نزال دائما مستعديين لمشاركة تجربتنا الخاصة في هذا المجال".
من جهة أخرى، أكد السيد بن جمعة أن الجزائر ستساهم في الجهود، داخل وخارج إطار مجلس الأمن، الرامية إلى أن تجعله "أكثر مصداقية ومسؤولية وتوافق وشمولية وشفافية لضمان توازن بين الفعالية، المرونة، القدرة على التكيف والشفافية وهذا في إطار الالتزام بأحكام ميثاق الأمم المتحدة والوثائق ذات الصلة".
وبهذا الخصوص، ذكر بموقف الجزائر إزاء إصلاح مجلس الأمن، مبرزا التزام الجزائر المطلق بالموقف الإفريقي المشترك في سعيه الشرعي لتصحيح الظلم التاريخي ضد إفريقيا، وهذا عن طريق توسيع تمثيل القارة في فئات العضوية الدائمة وغير الدائمة في هذه الهيئة".
يذكر أنه بمناسبة الانتخابات التي ستجرى في نيويورك في السادس من يونيو المقبل، قدمت الجزائر ترشيحها لمقعد غير دائم في مجلس الأمن للمرة الرابعة في تاريخها، بعد عهدات 1968-1969 و 1988-1989 و 2004-2005.
و ا ج