الوساطة الجزائرية في النيجر: محاول للتحول.
الدكتور قوميري مراد.إن حقيقة قبولنا كوسيط في "الأزمة السياسية الداخلية" في النيجر هي في حد ذاتها انتصار دبلوماسي لبلدنا! في الواقع، الجزائر، التي دعت دائما إلى الحوار السياسي لحل النزاعات والأزمات السياسية، بدلا من التدخل العسكري، كانت متوقعة عند نقطة التحول، وخاصة من قبل الدول الأعضاء في المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا وفرنسا. ومرة أخرى، سلطت بلادنا الضوء على الحقيقة الجيوسياسية الواضحة المتمثلة في أن منطقة جنوب الصحراء الكبرى (أكثر من 3000 كيلومتر من الحدود) كانت جزءا من عمقها الاستراتيجي وأنها تعتزم التحرك في هذا الاتجاه بكل وسائل نفوذها لتحقيق الاستقرار والأمن. هذه المنطقة الحساسة. وهذا صحيح بشكل خاص لأن الهجمات الإرهابية تستأنف مرة أخرى في المنطقة، بشكل حاد، حيث تستغل الجماعات الإرهابية المختلفة الأزمات السياسية الداخلية وانسحاب قوات الأمم المتحدة من المنطقة، فضلاً عن أولئك الفرنسيين "المدعوين" لمغادرة البلاد. من قبل زعماء النيجر الجدد.ومع زعزعة استقرار ليبيا، وتقسيمها إلى "كيانين سياسيين"، أحدهما شرعي والآخر بحكم الأمر الواقع، تواجه منطقة الساحل والصحراء بأكملها هجمات إرهابية، مما أدى إلى ملايين من "النازحين" والمهاجرين المستقبليين إلى بلدان المغرب العربي، في انتظار للهجرة إلى الاتحاد الأوروبي. ولذلك، فإن بلادنا ملتزمة ببدء دبلوماسيتها لمحاولة إيجاد حل توافقي شامل، يسمح بالعودة السريعة إلى الشرعية الدستورية، من خلال التشاور مع جميع الأطراف المعنية، دون استثناء. وبالإضافة إلى ذلك، دعت إلى عقد مؤتمر دولي حول التنمية في منطقة الساحل، وهو الحل الدائم الوحيد القادر على مكافحة عدم الاستقرار السياسي والمغامرة التي ميزت المنطقة لسنوات.ومن الواضح أن هذا النهج يتعارض مع كل من يدعو إلى التدخل العسكري المباشر باعتباره الحل الوحيد للتعامل مع المشكلة، ولذلك يجب أن نتوقع رد فعل عنيفًا ضد بلدنا، بكل وسائل الدعاية والتضليل التي يستخدمها الأخير. ولذلك يجب على الدبلوماسية الجزائرية أن تلتزم بشكل صارم بدورها المقبول كوسيط، دون التدخل في بناء الحل النهائي الذي يقع على عاتق الشعب النيجيري حصرا. وبهذا الشرط فقط ستحتفظ بلادنا بقدر معين من المصداقية واحترام جميع الأطراف، لتمكينها من القيام بمهمة المساعي الحميدة المنوطة بها. تبين أن الرحلة المحتملة لوزير الخارجية عطاف إلى نيامي لإيجاد حل شامل مع جميع الأطراف، حساسة للغاية وأن مجال المناورة قد تقلص ولكنه ممكن، إلى الحد الذي أبدت فيه جميع الأطراف حسن النية. وأن يتم تحييد محاولات تخريب هذا النهج.