تعارض العديد من الأصوات بفرنسا إثر عزم جمعيات و شخصيات فرنسية على إقامة تمثال للجنرال الفرنسي "مارسيل بيجار" في مدينة تول الفرنسية ، مسقط رأسه .و قد وقع مؤرخان فرنسيان فابريس ريسيبوتي و ألان روسيو نداء خاص الذي أطلقه نشطاء فرنسيون يطالبون فيه إعادة النظر في قرار تنصيب تمثال لهذا السفاح الذي أقترن بممارسة كل أنواع التعذيب و الممارسات الوحشية خلال الثورة التحريرية الجزائرية.و جاء في هذا النداء ، أن أكثر ما تم توثيقه من أعمال "بيجار" هو أفعاله الشنيعة خلال الإستعمار الفرنسي للجزائر، حيث يوجد في الأرشيف الفرنسي ملف الإعتقالات بالجزائر عام 1957، و جاء فيه أخبار إنتحار العديد من المعتقلين الجزائريين أو مقتلهم أثناء هروبهم ، و كل هذا سببه الرئيسي "بيجار" .
من هو "مارسيل بيجار ؟كان "بيجار" عسكرياً فرنسياً برتبة جنرال، بدأ حياته موظفا في أحد البنوك، و غداة اندلاع الحرب العالمية الثانية جند للدفاع عن فرنسا، وبعد احتلال باريس من طرف الألمان تم اعتقاله، وبعد فراره من السجن سنة 1941،غادر بيجار فرنسا نحو الجزائر ، ثم أرسل إلى الهند الصينية ضمن فرقة المظليين برتبة ضابط و شارك بمعركة "ديان بيان فو" و بعد هزيمة فرنسا عاد إلى الجزائر من جديد بهدف القضاء على الثورة التحريرية ، حيث قاد عدة هجومات ضد جيش التحرير الوطني الجزائري عام 1956.في صائفة عام 1956 أصيب في معركة آرقو بجبال تبسة ، إلا أنه عاد و أشرف على عملية القضاء على معركة الجزائر العاصمة سنة 1957، حيث أقترن إسم السفاح بيجار بممارسة شتى أنواع التعذيب خلال الثورة التحريرية ضد المناضلين و الفدائيين حيث إستباح كل الممارسات القمعية و البوليسية و النفسية لتحقيق أهدافه، وإبان معركة الجزائر بعد القمع البشع لإضراب الأيام الثمانية من 28 جانفي إلى 7 فيفري 1957 بالعاصمة، أصبح معروفا باسم سفاح الجزائر.وفي عام 1999 قدم بيجار ما يشبه الاعتراف عن مسؤوليته عن أعمال التعذيب في الجزائر، وأثار عاصفة من الجدل عندما اعتبر أن هذا التعذيب "شر لا بد منه". توفي الجنرال الفرنسي مارسيل بيجار، عام 2010 عن عمر يناهز الـ 94 سنة.