الفن الجزائري بين رواد السوشل ميديا و خريجي المعاهد
حوار مع مروان تيلولي من ولاية النعامة، خريج المدراسة العليا قانون أعمال، وتسيير المؤسسات، موسيقي رجل مسرح وسنما.●بمناسبة اليوم العالمي للمسرح ماهي نظرتك للمسرح الجزائري اليوم؟رغم ان المسرح لم يناهض العالم العربي، أو الشمال المغاربي خاصة ( تونس / الجزائر / المغرب / موريتانيا السودان...)، منذ نشأة حضارته، حيث هاذا الاخير ظل يوظف تقاليده من الحلقة والقوال والرقص الافارقي، لغاية ما اتصل بالمعنى الحقيقي للمسرح، مع اخر قرن من التاريخ العالمي، حيث ظل يستنجد بالتكوين المتخصص والمعتمد عليه لغاية ظهور التكوين الاكاديمي.
طول هذه السنوات، ظل المسرح المحلي يفوز بمحبة الجمهور، كونه دخيل، ويعالج القضايا الاجتماعية، لكنه ظل يفتقر الى الاسس الحقيقية رغم بروز بعض الاعمال التي حققت نحاحا بالغا، لكن لم تكن كافية لتعم على جميع الاعمال، كون ان البلاد والجزائر خاصة دخلت في حقبة سوداء، اختفى فيها اغلب الفنانين والمسرحيين، عن البروز طول تلك السنوات ظل المسرح يستغيت، لغاية اخر عشر سنوات عموما، ظهرت فيها بعض الاعمال التي تستحق النقد والمتابعة، لكن اليوم، وبعد مرور الجائحة الثانية، إلتمسنا من المعاهد والجماعات بعض الدراسات الاكاديمية التي اصبحت تعطي دفعة حقيقية لعالم المسرح.●هل الممثل أو الفنان الجزائري، لديه مكانته وسط المجتمع الجزائري، و توفر له كل متطلباته؟الممثل الجزائري أو الفنان عامة، في البلاد لازال يفتقر إلى مكانته الحقيقية ومتطلباته، رغم توفر المؤسسات الوصية،
وهاذا ليس راجع الى التأطير الفني والمؤسسات، بل هو انعكاس شامل لظروف المحيطة بالفنان نفسه، من ثقافات، أعراف، تقاليد ، استثمارات، بالإضافة إلى عالم اقتصادي موازي لطابع الفنان، كل تلك الأمور قد تؤثر بطريقة مباشرة او غير مباشرة، وتنعكس على الفنان.●إنتشرت مؤخرا ظاهرة تهميش الفنانين الكبار، ماهي نظرتك حول هذه الظاهرة؟التهميش مشكل يعاني منه الفرد في جميع القطاعات، و ما يشعر به الفنان شيء عادي، كونه شخصية عمومية يعرض أعماله للمجتمع، وهو واقع معاش حقا، وكما ذكرنا سابقا من الظروف المحيطة، التي قد تؤثر بطريقة غير مباشرة على مسار الفنان؛
فبهذه الطريقة أصبحت المؤسسات والشركات تمون نفس الوجوه المعتادة، والاقرب الى محيطها تجنبا لمصاريف أكثر،
وأصبح الفنان يقاس ليس بتكوينه بل بمدى تأثيره، كون أن الناس أو المشاهد أصبح يخلط بين الاشهارات،الإعلام، والأعمال التلفزيونية، والسنما.فكل هذهي الأعمال أصبحت تصنف كفن، لكن وجب أن يكون كل في محله،وأن تنتقى الأعمال حسب طبيعتها؛ أحيانا يكون العرض جميلا ورائعا لكن ليس مسرحيا او سنمائيا، هاذا الفرق الذي أصبحت تخلط فيه الامور، نظرتي لهذا الامر واضحة، وهو التكوين ورفع المستوى المعيشي والفكري للمجتمع يساهم في انتقاء الفنانين الحقيقين وإدراجهم في مواقعهم، لا يستوي صانع المحتوى مع الفنان، وإن كان يمكن أن نصادف الاثنين في دور واحد، فصانع المحتوى يقدم مثله مثل الاستاذ معلومة ليست بالضرورة فنية، مع احترامي لكل صناع المحتوى والمؤثرين
لكن يبقا جانب وحده، أصبحنا نخلط و نمزج، بينه وبين الفن،
فالفن لم يقتصر يوما على ظهور امام الشاشة فقط.●هل صناع المحتوى ينافسون الممثلين و خريجي المدارس و المعاهد الفنية بالجزائر؟إجابتى، ستكون بكلام الله في قول بعد بسم الله الرحمان الرحيم: " هل يستوى الذين يعلمون و الذين لا يعلمون" لا يجوز المقارنة و المساوات في كفتين، كما ذكرت فكل مبدع في طريقته، التكنولوجيا خلقت عالما موازيا، نشأ فيه صناع المحتوى وهو عالمهم الخاص، كما ذكرت سابقا، نحن من أصبحنا نخلط بين الاعمال وندمجهم في صنف واحد، وهذه ريعة الاقتصاد الفني، كل محترم في مجاله ولا يجوز المقارنة.●كيف ترى مستقبل الفن و الفنان بالجزائرسؤال يصعب الإجابة عنه، و لكن مستقبل الفنان في الجزائري بعد إنهزام طويل الأمد، أصبحنا نرى بوادر جديدة، ومشاركات وجوه جديدة، في مختلف الأعمال المسرحية أو السينمائية، و هذا ما يعطي لنا بصيصا من الامل، في المواصلة في هذا المجال، عكس السنوات المضت رغم بعض التجوزات التي ترافق كل العصور.