يحي الشعب الجزائري اليوم الذكرى ال 63 لمجازر 17 أكتوبر 1961، حيث قامت مختلف الوزارات و القنصوليات داخل و خارج الوطن بالإضافة إلى المؤسسات الصحية عبر الوطن بالوقوف دقيقة صمت تخليدا لهذه الذكرى.
و وقف اليوم الخميس 17 أكتوبر 2024 في تمام الساعة 11.00 صباحا، بمقر وزارة الصحة، الأمين العام لوزارة الصحة السيد محمد طالحي نيابة عن السيد وزير الصحة الأستاذ عبد الحق سايحي، رفقة إطارات وموظفي الإدارة المركزية دقيقة صمت، ترحما على شهدائنا الأبرار الذين سقطوا ضحايا القمع الهمجي لمظاهرات سلمية قام بها الجزائريون بفرنسا.
وبالمناسبة، ألقى السيد الأمين العام كلمة استحضر فيها بطولات الشعب الجزائري وتضحيات المجاهدين والشهداء من أجل استعادة بلادنا لاستقلالها وسيادتها.
و تم أيضا صبيحة هذا اليوم على الساعة 11.00 صباحاً، ببهو وزارة الطاقة والمناجم، بحضور الأمين العام، السيد عبد الكريم عويسي، وكل الاطارات والموظفين والمستخدمين والعمال على مستوى الوزارة، الوقوف دقيقة صمت وقراءة فاتحة الكتابة ترحما على أرواح المئات من شهداء المجازر التي نفذها المستعمر الغاشم آنذاك في حق الجزائريين المهاجرين.
كما قام مجمع سوناطراك، وزارة التعليم العالي و البحث العلمي و وزارة الصيد البحري و المناجات الصيدية، بتنظيم وقفات ترحم بمختلف القطاعات و في جميع وحداته ومنشآته عبر الوطن.
للتذكير إن يوم 17 أكتوبر 1961 هو أحد أهم وأسوأ الأحداث في تاريخ الثورة الجزائرية. وهو يوم المجزرة التي ارتكبتها فرنسا ضد متظاهرين جزائريين خرجوا في احتجاجات سلمية على حظر التجول العنصري والتعسفي الذي فرض على الجزائريين في باربس عام 1961.
فبأمر من محافظ شرطة باريس "موريس بابون"، أطلقت الشرطة الفرنسية النار في هذا اليوم على جزائريين مهاجرين نزلوا إلى الشوارع في مسيرات بالآلاف احتجاجا على قانون صدر ضدهم، وللمطالبة باستقلال بلادهم.
هاجمت قوات الشرطة المتظاهرين الجزائريين وقتلت العشرات منهم عمدا في الشوارع ومحطات مترو الأنفاق، وألقت بالعشرات منهم في نهر السين حتى طفت جثثهم على سطحه، كما اعتقلت الالاف من الجزائريين في تلك المظاهرات، منهم من مات تحت التعذيب.
وقال المؤرخان البريطانيان جيم هاوس ونيل ماكماستر هذه المجازر تعتبر أعنف قمع لمظاهرة في أوروبا الغربية في التاريخ المعاصر. وتشير التقديرات الى سقوط مابين 300 الى 400 شهيد، ألقي بجثث العشرات منهم في نهر السين، فضلا عن العديد من المفقودين.
للإشارة، فإن السلطات العلي للبلاد قامت بترسيم الوقوف دقيقة صمت، يوم 17 أكتوبر على الساعة الحادية عشر صباحا من كل سنة، على مستوى كامل التراب الوطني وممثليات الجزائر الدبلوماسية والقنصلية بالخارج، وذلك ترحما على أرواح شهداء مجازر 17 أكتوبر 1961.