نجيبة جيلالي: مسيرة من القضاء إلى الحكومة، مناضلة بيئية في خدمة التنمية المستدامة

من بين الوجوه النسائية التي تزداد بروزًا في الساحة السياسية الجزائرية، تبرز نجيبة جيلالي كأحد الأسماء التي تحمل مسؤولية كبيرة، وتعمل على تجسيد التحولات البيئية في الجزائر. في 18 نوفمبر 2024، تم تعيينها وزيرة للبيئة وجودة الحياة من قبل الرئيس عبد المجيد تبون، ليُفتح أمامها أفق جديد في مسيرتها المهنية التي تميزت بالابتكار والتفاني.

بدأت جيلالي مشوارها المهني في الإدارة المحلية، حيث تولت في منصب رئيسة المجلس الشعبي الولائي لولاية الجزائر، وهو المنصب الذي مكّنها من التأثير بشكل مباشر في تحسين الخدمات المحلية وتطوير البيئة الحضرية. كما سعت إلى إدخال تقنيات مبتكرة مثل الرقمنة لتسهيل الوصول إلى الخدمات العامة وتقليص البيروقراطية، ما جعلها تحظى بثقة كبيرة بين المواطنين والمسؤولين المحليين على حد سواء.

اهتمت كدلك بدمج السياسات البيئية مع التنمية المستدامة، فعملت على تعزيز التعاون مع مختلف الجهات المحلية والدولية لتطوير حلول مستدامة. ولم تقتصر جهودها على النطاق المحلي فقط، بل كانت أيضًا شريكًا فاعلًا في الدبلوماسية البيئية، حيث ساهمت في تعزيز العلاقات بين الجزائر والدول الكبرى مثل روسيا، بهدف فتح آفاق التعاون في مجالات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا البيئية

عملت نجيبة جيلالي كمحامية متمرسة في مجال الأعمال والمالية لمدة سنوات عديدة. في بداية مسيرتها المهنية، كانت قد اكتسبت خبرات غنية في العمل مع محامين متخصصين في القضايا التجارية والمالية، ما منحها فهماً عميقاً للعمليات الإدارية والبنكية. عملت على تقييم الملفات القانونية وتنفيذ العقود مع دراسة دقيقية للمتطلبات القانونية، مما ساعدها على تأسيس مكتب محاماة متخصص في القضايا المالية، التجارية، والجنائية..

اليوم، ومن خلال منصبها الوزاري، تواجه نجيبة جيلالي تحديات أكبر، خاصة مع الضغوط البيئية المتزايدة بسبب التلوث والتغيرات المناخية. لكنها تأمل في إحداث تغييرات جذرية في قطاع البيئة، سواء من خلال تحسين إدارة الموارد الطبيعية، أو عبر اعتماد مشاريع للطاقة المتجددة تعزز التحول إلى اقتصاد أخضر. كما تعمل على زيادة الوعي البيئي بين المواطنين، من خلال حملات توعية تهدف إلى جعل حماية البيئة جزءًا من سلوك الحياة اليومية.

نجيبة جيلالي، التي تحمل في طياتها رؤية بعيدة المدى، تسعى بكل عزيمة إلى جعل الجزائر نموذجًا يحتذى به في مجال التنمية المستدامة وحماية البيئة.