يُعتبر اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، الذي يُحتفل به في الثالث من ديسمبر من كل عام، مناسبة عالمية لزيادة الوعي بقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة وتعزيز حقوقهم. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، هناك أكثر من مليار شخص في العالم يعيشون مع نوع من أنواع الإعاقة، مما يمثل حوالي 16% من سكان العالم. من بينهم، يعيش 80% منهم في دول ذات دخل منخفض أو متوسط.
كما تشير الأمم المتحدة إلى أن الأشخاص ذوي الإعاقة يواجهون العديد من العوائق في حياتهم اليومية، بما في ذلك صعوبة الوصول إلى التعليم، والعمل، والرعاية الصحية. ومع ذلك، تم إحراز بعض التقدم من خلال اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة التي تم تبنيها في عام 2006، والتي تم التصديق عليها من قبل أكثر من 180 دولة.
تضم الجزائر أكثر من مليون شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة، ومع أن هناك تقدمًا في التشريعات الخاصة بحمايتهم، مثل قانون حماية وترقية الأشخاص ذوي الإعاقة (القانون 02-09)، إلا أن تطبيق هذه القوانين في الواقع يواجه صعوبات عديدة. ومع ذلك، فإن هناك العديد من المبادرات التي تسعى لتحسين وضع هذه الفئة، سواء من خلال الجمعيات أو الهيئات الحكومية.
أكد المدير العام للديوان الوطني لأعضاء المعاقين الاصطناعية ولواحقها، محمد مويدي، أن الجزائر حققت تقدمًا كبيرًا في توفير الأعضاء الاصطناعية والمساعدات التقنية للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يستفيد أكثر من 100 ألف شخص سنويًا من هذه الخدمات. منذ بداية العام الجاري 2024، تكفل الديوان بـ 71,390 شخصًا من ذوي الاحتياجات الخاصة، منهم 42,699 استفادوا من الأعضاء الاصطناعية و 10,793 من المساعدات التقنية على المشي و 7,326 استفادوا من المساعدات السمعية. تسهم هذه المساعدات بشكل كبير في تحسين الحياة اليومية للمستفيدين وتعزيز اندماجهم الاجتماعي والمهني.
وأضاف مويدي أن الديوان شهد تطورًا كبيرًا في مجال الأعضاء الاصطناعية، حيث تم إدخال تقنيات حديثة في عمليات الإنتاج لتقليل فترة الانتظار وتحسين جودة المنتجات. كما تم البدء في تصنيع الكراسي الكهربائية محليًا هذا العام، وهو ما يعد خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقلالية للأشخاص ذوي الإعاقة.
إلى جانب الجهود الحكومية، تلعب الجمعيات المحلية دورًا مهمًا في دعم ذوي الاحتياجات الخاصة. من أبرز هذه الجمعيات:
جمعية الأمل الجزائرية: تدعم الأطفال ذوي الإعاقة، خاصة المصابين بالتوحد.
جمعية البركة: تعمل على توفير الأجهزة الطبية والكراسي المتحركة للأشخاص ذوي الإعاقة في المناطق النائية.
رابطة الكفيف الجزائري: تدافع عن حقوق المكفوفين في التعليم والعمل وتوفر لهم الكتب بطريقة "برايل".
جمعية نساء الجزائر لرعاية المعاقين: تهتم بدعم النساء ذوات الإعاقة والأمهات اللواتي لديهن أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.
يعد اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة فرصة للتأكيد على أن التضامن العالمي هو السبيل لتحقيق العدالة الاجتماعية لهذه الفئة. في الجزائر والعالم، ما زالت هناك تحديات كثيرة، لكن جهود المجتمع المحلي والدولي تسعى لتوفير حياة أفضل للأشخاص ذوي الإعاقة، سواء من خلال التشريعات أو الخدمات الصحية والتعليمية. ولتحقيق هذا الهدف، يجب على الجميع العمل معًا من أجل تحقيق الإندماج الكامل في المجتمع، وتوفير الفرص المتساوية في العمل والتعليم والرعاية الصحية.