تلتزم الجزائر و الكاميرون بتعزيز التعاون الثنائي، خاصة في المجال الاقتصادي، مع التركيز على تحديد أولويات استراتيجية مشتركة. هذا ما أكده وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، أحمد عطاف، أمس الثلاثاء 7 جانفي في العاصمة الكاميرونية ياوندي، مشيراً إلى أن التعاون بين البلدين يحتاج إلى ديناميكية جديدة لتحفيز مزيد من التعاون في مختلف المجالات.
وخلال اللقاء، قام عطاف بتسليم رسالة من رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، إلى الرئيس بول بيا. وقد تم استلام الرسالة نيابة عن الرئيس الكاميروني من قبل وزير الدولة والأمين العام لرئاسة جمهورية الكاميرون. وأوضح الوزير أنه لا يمكنه الإفصاح عن محتوى الرسالة في الوقت الحالي، لكنه أكد أن الموضوع الرئيسي لها يتمحور حول سبل تعزيز وتعميق العلاقات الثنائية بين الجزائر والكاميرون.
وأضاف الوزير أن العلاقات بين البلدين "تحتاج إلى ديناميكية جديدة ومضمون أكبر"، مشيراً إلى أن الزيارة التي قام بها وزير الشؤون الخارجية الكاميروني إلى الجزائر وزيارته الحالية لياوندي تأتي بناءً على توجيهات قائدي البلدين، بهدف دفع التعاون الثنائي بجميع أبعاده. وأوضح أنه من الضروري تحديث وعصرنة الإطار القانوني والمؤسسي للتعاون، مع تحديد الأولويات التي تتيح تفاعلاً جزائرياً كاميرونياً واقعياً، براغماتياً وطموحاً.
كما أكد الوزير أن تسهيل التواصل بين المتعاملين الاقتصاديين في البلدين يعد جزءاً أساسياً من تعزيز التعاون، مشيراً إلى أن كلا البلدين يركزان على تعزيز التعاون في العديد من القطاعات الاقتصادية مثل "قطاع النقل" الذي شهد تقدماً ملحوظاً، حيث يخطط البلدان لتوسيع التعاون فيه عبر إضافة الرحلات البحرية إلى الرحلات الجوية. بالإضافة إلى ذلك، تم تحديد "زراعة الحمضيات" و"التعليم العالي والتكوين المهني" كقطاعين آخرين.
وفيما يخص التعاون في المجال التعليمي، عبّر السيد عطاف عن فخره بمشاركة أكثر من 1,000 طالب وطالبة من الكاميرون في الجامعات الجزائرية، حيث تخرجوا منها بنجاح، ما يعكس قوة العلاقات التعليمية بين البلدين.
الصحة والطاقة تشكلان أيضاً أولويات مشتركة بين الجزائر والكاميرون. كما شدد عطاف على أن القضايا الإفريقية تبقى على رأس اهتمامات البلدين، موضحاً أن الجزائر والكاميرون دائما ما يتصدران الدفاع عن القضايا الإفريقية، مشيراً إلى أن التحولات الدولية الحالية تتطلب المزيد من اليقظة والالتزام للدفاع عن مصالح القارة الإفريقية.
لتذكير، وزيرا الخارجية في الجزائر والكاميرون أكدا على أهمية المساهمة المشتركة في بناء نظام دولي أكثر عدلاً لصالح القارة الإفريقية، من خلال مشاركتهما في الهيئات الدولية مثل مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة. كما تم الاتفاق على تسريع المفاوضات القانونية الثنائية وتفعيل الآليات المؤسساتية لتعميق التعاون، مع التركيز على تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والصناعة والفلاحة، بالإضافة إلى تقوية التنسيق السياسي بين البلدين في قضايا السلم والأمن.