تواصل الحرائق في مدينة لوس أنجلوس، إحدى أكبر مدن ولاية كاليفورنيا، تسجيل أرقام قياسية من حيث القوة والدمار، مع تزايد الأضرار البشرية والمادية بشكل غير مسبوق. حريق باليساديس، الذي لا يزال الأشد تأثيرا، امتد ليشمل مساحات شاسعة وصلت إلى أكثر من 23 ألف فدان، حيث لم يتم السيطرة على سوى 11% من الحريق حتى الآن. ورغم الجهود الجبارة التي يبذلها رجال الإطفاء، لا يزال الوضع مرشحا للتدهور في ظل الرياح القوية والظروف المناخية الجافة.
يشير تقرير "CalFire" إلى أن الحرائق الأخرى، مثل حريق إيتون وحريق كينيث، أدت إلى تدمير ما يقارب 50 ألف فدان، مع تسجيل نسب احتواء متفاوتة تتراوح بين 11% و80%. أما بالنسبة للحرائق الأخرى، فقد أثرت في العديد من المناطق ذات الكثافة السكانية العالية مثل حي "باسيفيك باليسيدز" الذي يضم منازل لعدد من الشخصيات الشهيرة في هوليوود، مثل أرنولد شوارزنيغر وليبرون جيمس.
لا تقتصر آثار الحرائق على الخسائر البشرية، إذ تسببت في تدمير أكثر من 12 ألف مبنى، بينما تواصل السلطات إصدار أوامر الإخلاء لآلاف السكان. في وقت تقدر فيه الخسائر الاقتصادية الأولية بأكثر من 50 مليار دولار، مع توقعات بأن تكون هذه الحرائق من بين الأشد تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة، حيث قد تتراوح الخسائر بين 135 إلى 150 مليار دولار حسب تقديرات "أكيو ويذر".
وفي خضم هذه الكارثة، ظهرت أوجه قصور في نظام التأمين، حيث أوقفت العديد من الشركات الكبرى، مثل "أولستيت" و"ستيت فارم"، بيع بوالص التأمين الجديدة في ولاية كاليفورنيا، ما يزيد من معاناة أصحاب المنازل، الذين يجدون أنفسهم بلا تغطية تأمينية كافية. كما أن النظام الحكومي "فير" للتأمين يعاني من نقص حاد في التمويل، ما يهدد بفشل النظام بأسره في مواجهة هذه الكوارث المتزايدة بسبب تغير المناخ.
جو بايدن وصف هذه الحرائق بأنها "أكبر وأشد تدميراً في تاريخ كاليفورنيا"، مؤكدا أن التغير المناخي هو السبب الرئيسي وراء هذا التصاعد في حدة الحرائق. وقال إن هذا الواقع يتطلب استجابة سريعة على مستوى الحكومة الفدرالية.
الحاكم جافين نيوسوم أعلن حالة الطوارئ الصحية العامة في لوس أنجلوس، حيث حذر من أن الدخان والجسيمات الدقيقة تشكل تهديدات صحية فورية وطويلة الأمد. كما تم توجيه انتقادات لعدم وجود ضغط كافٍ في صنابير إطفاء الحرائق في بعض المناطق، ما زاد من تعقيد عملية مكافحة النيران.
من جهتها، حذرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية من اشتداد رياح سانتا آنا، حيث توقعت أن تزداد قوتها مساء السبت وحتى صباح الأحد في مقاطعتي لوس أنجلوس وفنتورا، لتعود مجددا في وقت متأخر من يوم الاثنين حتى صباح الثلاثاء. هذه الرياح قد تصل سرعتها إلى 30 ميلا في الساعة، مع هبوب رياح تصل إلى 70 ميلاً في الساعة.