بعد مئة يوم من العدوان الصهيوني المستمر على شمال قطاع غزة، تستمر المأساة الإنسانية في تصاعدها بشكل يومي. حيث أعلن عن مقتل و فقدان أكثر من 5 آلاف فلسطيني، بينما تجاوز عدد المصابين 9500، العديد منهم يعانون من إصابات خطيرة قد تترك آثارا مزمنة. الجروح التي خلفها العدوان لا تقتصر على الأجساد فقط، بل امتدت إلى قلب القطاع، حيث دمرت المنازل والمرافق الصحية والمدارس والبنية التحتية بشكل شبه كامل، مع دمار وصل إلى 88% من المنشآت. يقدر المسؤولون أن خسائر القطاع الاقتصادية بلغت نحو 37 مليار دولار، مما يعكس حجم الخراب المادي الذي يرافق هذا العدوان البربري.
المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أكد أن الاحتلال الصهيوني يواصل استهداف المدنيين بشكل ممنهج، وأن الفلسطينيين في الشمال يعانون من أسوأ صور القتل والتطهير العرقي على مر الأيام، في مشهد يذكر بالعصور المظلمة من التاريخ. ومع استمرار الحصار والعدوان، تجد الفرق الطبية والإغاثية نفسها عاجزة عن تقديم الدعم للمئات من الجرحى الذين هم تحت الأنقاض، نتيجة القصف المستمر الذي يحول دون وصول المساعدات. في هذا السياق، دعا المكتب الإعلامي إلى ضرورة تدخل عاجل من المجتمع الدولي للضغط على الاحتلال لوقف جريمة الإبادة الجماعية التي تمارس بحق الشعب الفلسطيني.
في الوقت نفسه، تواصل معاناة الفلسطينيين في الضفة الغربية، حيث حذرت وزارة الخارجية الفلسطينية من "لعبة كسب الوقت" التي يستخدمها الاحتلال الصهيوني لتمرير مخططاته الاستيطانية وتهجير الفلسطينيين. في بيان لها، أكدت الوزارة أن هذه السياسة تهدف إلى تغيير الوضع القانوني والتاريخي في الضفة الغربية، بما يخدم مصالح الاحتلال في استكمال عمليات الضم والاستيطان، دون أي اكتراث بالشرعية الدولية أو قرارات الأمم المتحدة.
العدوان الصهيوني يهدف، بحسب الوزارة، إلى تكريس الوضع القائم في الأرض الفلسطينية وتجاهل أي حلول سياسية حقيقية، مما يعمق معاناة الفلسطينيين ويحول قضيتهم إلى أزمة مستمرة من القتل والتهجير. ورغم استنكار المجتمع الدولي، لا يزال الاحتلال يواصل تصعيده، متجاهلا كل الدعوات لوقف القتال ووقف العمليات العسكرية التي لا تحمل أي هدف سوى تدمير حياة المدنيين الفلسطينيين.
في ظل هذه الأوضاع، تتزايد الدعوات إلى ضرورة الضغط الدولي على الكيان الصهيوني لوقف العدوان فورا. منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي مدعوة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى اتخاذ موقف جاد وفعال ضد جرائم الإبادة التي يرتكبها الاحتلال.