تشهد سوق الدواجن في الجزائر تحولات كبيرة، خاصة مع الانخفاض الملحوظ في أسعار الدجاج الحي نتيجة وفرة الإنتاج، في وقت تستمر فيه التحديات المرتبطة بارتفاع تكاليف الأعلاف والمواد الأولية.
اليوم الإثنين 13 جانفي، شهدت أسواق الدواجن في الجزائر انخفاضا ملحوظا في أسعار الكيلوغرام من الدجاج الحي، حيث تراوحت أسعاره بين 250 و265 دج لدى المربين في مختلف ولايات الوطن. هذا الانخفاض يعود إلى وفرة الإنتاج خلال الفترة الأخيرة، وهو ما ساهم في تلبية جزء كبير من الطلب المحلي. ومع ذلك، سجلت الأسعار في القصابات ارتفاعا نسبيا، حيث بلغت حوالي 380 دج في ضواحي الجزائر العاصمة، و350 دج في وسط مدينة بوفاريك. هذا الفرق بين سعر المنتج وسعر البيع بالتجزئة يعكس تكاليف النقل والتخزين، إلى جانب هامش الربح الذي يضيفه التجار.
الوضع مشابه فيما يتعلق بالبيض، حيث بلغ سعر الطبق في سوق الجملة حوالي 400 دج، بينما تراوح سعره في أسواق التجزئة بين 500 و540 دج. هذا التفاوت في الأسعار يظهر استمرار تحديات سلسلة التوزيع التي تؤثر على القدرة الشرائية للمستهلكين.
وبرغم هذا التراجع في أسعار الدجاج، يؤكد المربون أن هذه الأسعار لا تزال غير مرضية مقارنة بتكاليف الإنتاج المرتفعة التي يتحملونها. فأسعار الأعلاف، التي تعتبر المكون الأساسي لتغذية الدواجن، لا تزال تسجل مستويات مرتفعة. على سبيل المثال، بلغ سعر الذرة 4250 دج للطن، وفول الصويا 8550 دج، ونخالة القمح 3000 دج، بينما وصلت تكلفة فوسفات أحادي الكالسيوم، وهو مكون ضروري لتحسين تغذية الدواجن، إلى 19000 دج. هذه التكاليف المتزايدة تشكل عبئا كبيرا على المربين، ما يجعل هامش الربح لديهم محدودا ويهدد استمرارية نشاطهم في حال استمرار هذه الأوضاع.
من المؤكد أن يلعب ارتفاع تكاليف الأعلاف دورا محوريا في تحديد تكلفة الإنتاج وأسعار البيع. في هذا الإطار، تسعى الحكومة من خلال وحدات إنتاج الأعلاف مثل "صودافيك" إلى توفير كميات كافية بأسعار مناسبة، خاصة في الولايات الجنوبية. وزير التجارة الداخلية، الطيب زيتوني، أكد خلال زيارته لوحدة "صودافيك" في بشار أن هذه الجهود تأتي في إطار استراتيجية الدولة لضمان استقرار السوق ودعم المربين.
مع بدء التحضير لشهر رمضان، يتوقع الخبراء انخفاضا إضافيا في الأسعار بفضل تزايد الإنتاج الموجه خصيصا لتغطية الطلب المرتفع خلال هذه الفترة. ومع ذلك، يشدد المربون على ضرورة دعمهم من خلال خفض أسعار الأعلاف، حيث يشكل ذلك الحل الأمثل لضمان استقرار السوق على المدى البعيد.
في نفس السياق، استعرض وزير التجارة الداخلية، الطيب زيتوني، الخطوات التحضيرية لتموين الأسواق خلال شهر رمضان، مشيدا بمبادرة خفض الأسعار التي سيطلقها مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري للسنة الثانية. وخلال لقاء تنسيقي مع المتعاملين الاقتصاديين في مجال إنتاج المواد الغذائية، شدد الوزير على أهمية الجهود المشتركة لتنظيم السوق الوطنية وتطويرها، تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية، بهدف حماية القدرة الشرائية للمواطنين وترقية الإنتاج الوطني.
من جانبه، أكد رئيس مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري، كمال مولى، على أهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص، مشيدا بدور المتعاملين الاقتصاديين في توفير السلع الأساسية، وكاشفا عن التزامهم بنجاح مبادرة خفض الأسعار خلال رمضان تحت شعار "وطنيون اقتصاديا، متحدون اجتماعيا".