القانون الأساسي للأساتذة: بوعلام عمورة يوضح

بعد أيام قليلة من صدور القانون الأساسي للأساتذة، أبدى العديد من عمال قطاع التربية استياءهم العميق وخيبة أملهم تجاه مضامينه، معتبرين أنه بعيد عن تلبية تطلعاتهم المهنية. في هذا السياق، تحدث الأمين الوطني العام للنقابة الوطنية المستقلة لعمال ومكوني التربية، السيد بوعلام عمورة، لـ " المنبه الجزائري"، موضحا الاختلالات التي تعتري هذا القانون.
يرى السيد عمورة أن القانون الجديد يعاني من إجحاف في تصنيف بعض الرتب، ما يعكس غياب عدالة مهنية بين العاملين في القطاع. وأشار إلى أن قطاع التربية، باعتباره خاضعا لقانون الوظيف العمومي (المرسوم 06-03)، لا يمكن عزله بقانون خاص لا يأخذ في الحسبان الإطار العام.
وأضاف المتحدث: "المشكلة تكمن في أن القانون الأساسي لا يحدد المهام لكل رتبة، وهو أمر جوهري في أي قانون أساسي. هذه الفجوة تركت بعض الفئات مثل المشرفين التربويين، مديري المدارس الابتدائية، المقتصدين، والمخبريين في مراتب متدنية وغير منصفة."
وأوضح عمورة أن محاولات الدفاع عن حقوق هذه الفئات من خلال تأسيس نقابات فئوية بعد حراك 2019 لم تؤد إلى تحسين أوضاعهم. كما أبدى استياءه من غياب النقابة الوطنية عن الاجتماعات التقنية لمراجعة القانون، رغم وعود الوزير السابق بإشراك النقابات وتزويدها بنسخة للنقاش.
أما بخصوص الزيادات المعلنة في رواتب الأساتذة، فانتقد عمورة ما وصفه بـ"التضليل الإعلامي". وأوضح أن هذه الزيادات تخص فقط الأساتذة ذوي الأقدمية التي تتجاوز 20 عاما، حيث تتراوح بين 3000 إلى 5000 دينار، وهو مبلغ ضئيل لا يساهم فعليا في تحسين القدرة الشرائية.
وشدد على أن "الرواتب والزيادات لا يجب أن تكون مادة للنشر الإعلامي، خاصة إذا كانت المعلومات غير دقيقة. يجب على الصحفيين الالتزام بالمصداقية، مع الأخذ بعين الاعتبار أن هذه الرواتب تشمل المردودية الخاضعة للضرائب."
اختتم عمورة حديثه بدعوة السلطات إلى مراجعة جذرية للمنظومة التربوية، مشددا على أهمية الارتقاء بجودة التعليم في المدارس العمومية. وطالب بتحسين البرامج والمناهج، وضبط الوتائر المدرسية بما يتماشى مع المستويات العالمية.
كما دعا إلى تحسين الخدمات الاجتماعية المقدمة لعمال القطاع، بما في ذلك السكن وطب العمل، مع ضرورة مراجعة نظام التعويضات ليصبح أكثر عدالة وشمولية. وختم بالقول: "النظام التعويضي يمكن أن يكون الحل لتحسين القدرة الشرائية إذا تم تفعيله بزيادات ملموسة تلبي تطلعات العاملين."