المواطنون الجزائريون يتساءلون عن مصير المنحة السياحية التي وعدت بها الحكومة والمقدرة بـ 750 يورو. رغم إعلان هذا القرار في ديسمبر الماضي، لا يزال التنفيذ غامضا ولم يتضح بعد متى سيتم تفعيله أو شروط الاستفادة منها. هل ستشمل هذه المنحة أيضا الرحلات الدينية مثل العمرة في رمضان والحج في موسم الحج المقبل؟ مع اقتراب موسم الصيف، يزداد القلق بين الجزائريين الذين يأملون في الحصول على هذه المساعدة المالية لتخطيط سفراتهم، بينما تظل التساؤلات حول تفاصيل التطبيق مطروحة بشكل واسع.
أحد أكبر الأسئلة المطروحة يتعلق بشروط الاستفادة من هذه المنحة. من سيكون مؤهلا للحصول عليها وما هي المعايير المحددة؟ رغم أن التصريحات الأولى تشير إلى وجود شروط خاصة، إلا أنه لم يتم الإعلان عن أي تفاصيل رسمية حتى الآن. ومع اقتراب موسم الصيف، لا يزال المواطنون غير قادرين على التخطيط بشكل دقيق لرحلاتهم في ظل هذا الغموض حول شروط الاستفادة.
من جهة أخرى، ترتبط التساؤلات حول المنحة السياحية بمنحة الحج، التي تم تحديد قيمتها بـ 1000 دولار للحجاج. في ظل تزايد النقاش حول توقيت تطبيق هذه الزيادة، يبقى السؤال حول إمكانية استفادة الراغبين في أداء العمرة في رمضان من المنحة. هل ستقتصر على موسم الحج فقط، أم سيتم توفير نفس الدعم للمسافرين لأداء العمرة؟ في غياب إعلان رسمي بهذا الخصوص، يستمر الغموض.
يتسبب هذا التأخير في تطبيق المنحة في تأثيرات سلبية على سوق العملات، خاصة بالنسبة للمتعاملين في السوق السوداء. مع زيادة الطلب على اليوروهات للسفر وغياب الشفافية بشأن المنحة، يتجه الكثير من المواطنين إلى السوق غير الرسمية للحصول على العملة الصعبة، مما يؤدي إلى زيادة سعر اليورو بشكل ملحوظ في الأيام الأخيرة، مثلا اليوم 15 جانفي تقدر 100 يورو بـ 25،400 دج. هذا الوضع يعقد قدرة المواطنين على السفر ويحمل تحديات إضافية للمستوردين الذين يعتمدون على استقرار أسعار العملات الأجنبية.
ختاما، لا تزال هناك الكثير من الأسئلة التي تحيط بتطبيق الزيادة في المنحة السياحية ومنحة الحج، والعديد من المواطنين يتساءلون: هل سيحقق هذا القرار أهدافه في تسهيل السفر وتخفيف الضغط على الاقتصاد الوطني؟ هل ستتمكن السلطات من التغلب على هذه العقبات التنظيمية والإدارية؟ أم أن المواطنين سيواصلون الانتظار دون أي تطور ملموس؟