تستعد اللجنة الدولية للصليب الأحمر لتنفيذ عملية دقيقة تهدف إلى تسهيل تبادل الأسرى والمحتجزين بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الصهيوني، بالتزامن مع تكثيف الجهود الإنسانية في قطاع غزة. العملية تأتي مع بدء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، المقرر دخوله حيز التنفيذ صباح اليوم الأحد 19 جانفي، بعد 15 شهرا من العدوان الصهيوني على القطاع.
في بيان لها، أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن جهودها تهدف إلى إطلاق سراح المعتقلين ونقلهم بأمان، مشيرة إلى تكثيف الاستجابة الإنسانية لدعم المدنيين في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها. وأضافت أن الاتفاق يشكل بداية جديدة، مشددة على أهمية الاستمرار في تلبية الاحتياجات الإنسانية الضخمة حتى بعد إتمام عملية التبادل.
وشملت التحضيرات جميع الجوانب اللوجستية، بما فيها تجهيز الفرق الطبية وتوزيع الإمدادات اللازمة، لضمان استقبال الأسرى المفرج عنهم وفق تخطيط أمني دقيق.
وفي السياق ذاته، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبومازن" إلى وقف إطلاق النار الفوري في غزة، وانسحاب الاحتلال من القطاع، وتولي دولة فلسطين مسؤولياتها الكاملة فيه. جاء ذلك خلال لقائه المبعوث الصيني للشرق الأوسط تشاي جيون يوم أمس السبت، حيث أكد استعداد الحكومة الفلسطينية وأجهزتها لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني وعودة النازحين إلى منازلهم.
وشدد عباس على أهمية إعادة الخدمات الأساسية في غزة، واستلام المعابر، والإسراع في إدخال المساعدات الإغاثية بالتنسيق مع الحكومة الفلسطينية. كما طالب المجتمع الدولي بالاعتراف الكامل بدولة فلسطين وعضويتها في الأمم المتحدة، لتحقيق حل الدولتين وإنهاء الاحتلال، وتأسيس دولة فلسطينية مستقلة بعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967.
من جانبها، أعلنت الأمم المتحدة عن تكثيف استعداداتها لتقديم المساعدات الإنسانية لسكان غزة بالتعاون مع شركائها، مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. وأوضح مهند هادي، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية، أن "كل ثانية لها أهميتها" في هذا السياق، مؤكدا ضرورة اغتنام الفرصة لتلبية احتياجات سكان القطاع الذين عانوا طويلا من أزمات متفاقمة.