للمرة الأولى في تاريخها، تصدر الأمم المتحدة بيانا رئاسيا يعترف فيه رسميا بالدور المحوري الذي تلعبه المؤسسات الأفريقية في مكافحة الإرهاب، حيث تم الإشادة بالمساهمة الفعالة للجزائر في الوقاية من الإرهاب ومكافحته، وهو الدور الذي يضطلع به رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الذي تم اختياره من قبل نظرائه الأفارقة للقيام بهذا الدور الهام. جاء هذا اليبان الدي أصدره مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم أمس الجمعة 24 جانفي في إطار النقاش رفيع المستوى الذي ترأسته الجزائر بحضور وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، أحمد عطاف.
كما خص البيان بالذكر آليات الأمن الإفريقية المساهمة في مكافحة الإرهاب، مثل لجنة أجهزة المخابرات والأمن الأفريقية (CISSA) ووحدة مكافحة الإرهاب التابعة للقوة الأفريقية الجاهزة وأفريبول (AFRIPOL). وهو ما يعكس تطور البنية الأمنية القارية والنضج المتزايد في مواجهة التهديدات الإرهابية. كما أكد عطاف، خلال النقاشات على ضرورة تبني نهج جديد يجمع بين الأمن والتنمية، مع ضرورة وجود قيادة إفريقية قوية تدعمها شراكات دولية فعالة. وهذه الرؤية تجسدت في البيان الرئاسي الذي قدم رؤية شاملة تربط بين الأبعاد الأمنية والتنموية.
وفي نفس السياق طالب البيان من الأمين العام للأمم المتحدة تقديم تقارير سنوية حول الجهود المشتركة بين الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة في مكافحة الإرهاب،بهدف تعزيز التنسيق والتعاون في هذا المجال.
أما بالنسبة لتعزيز التعاون بين الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية لإرساء أسس السلم والأمن في المنطقة العربية، فقد أكد أحمد عطاف، في اجتماع مجلس الأمن الذي عقد يوم الخميس الماضي في نيويورك، على أن هذا التعاون يعمل على مواجهة التحديات المتزايدة في العالم العربي وأشار إلى أن حل القضية الفلسطينية، وفقا للشرعية الدولية، يشكل أساس استقرار الشرق الأوسط، مشددا على أن إقصاء هذه القضية لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأزمات. كما طالب بتصدي أكبر للتدخلات الخارجية التي تسهم في زيادة الأزمات في دول مثل ليبيا وسوريا واليمن، داعيا إلى تحريك مسارات الحلول السياسية من أجل استقرار طويل الأمد في المنطقة.