أحد الابتكارات الطبية البارزة مؤخرا هو علاج جديد يمكن إعطاؤه عن طريق الحقن، يوفر حماية لمدة تصل إلى ستة أشهر ضد الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية. هذا العلاج يمثل أملا كبيرا، خاصة في المناطق التي تعاني من انتشار الفيروس، حيث قد يقلل من حاجز الالتزام بالأدوية اليومية التقليدية. وقد بدأ استخدام هذا العلاج في بعض من الدول، في حين أنه سيوفر الوقاية للأشخاص المعرضين للإصابة بالفيروس بسبب تعرضهم لوخز بالإبر الملوثة أو جروح. مع الهدف في تقليل انتشار العدوى بحلول عام 2030.
وفقا لنتائج التجارب السريرية التي أجريت في عدة دول، أظهرت دراسة عقار "ليناكابافير" فعاليته في الوقاية من فيروس نقص المناعة البشري "الإيدز" بشكل كامل عند حقنه تحت الجلد للأشخاص الذين يحتمل إصابتهم. يعد هذا العلاج الوقائي الأكثر فعالية حاليا، ويعتبر حلا لأولئك الذين يواجهون صعوبة في الالتزام بتناول الأدوية الوقائية اليومية.
عقار "ليناكابافير"، هو من الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية، التي تمكن المرضى من إدارة الفيروس بشكل أفضل. تعمل هذه الأدوية على إبطاء تكاثر الفيروس، مما يساعد الجهاز المناعي على التعافي وحماية الجسم من الأمراض الأخرى.
لكن هذا التقدم الطبي مهدد بسبب نقص التمويل اللازم لتوسيع نطاق استخدام هذا العلاج. برنامج PEPFAR، الذي يعتبر دعامة أساسية لمكافحة الفيروس عالميا، يواجه احتمال تخفيضات كبيرة في تمويله من قبل الولايات المتحدة. هذه التخفيضات، إن حدثت، ستؤدي إلى تراجع جهود الوقاية والعلاج.
في روسيا، حيث يتم تجريم متعاطي المخدرات ومعاقبتهم بدلا من توفير الرعاية لهم، تستمر معدلات الإصابة في الارتفاع. كما أن السياسات التي تجرم العمال المهاجرين ومجتمعات أخرى تسهم في تفاقم انتشار الفيروس، في الوقت الذي تحتاج فيه هذه الفئات إلى الدعم والرعاية الصحية.
تظهر البيانات الأخيرة حول فيروس نقص المناعة البشرية في الجزائر بأن الوضع لا يزال تحت السيطرة مقارنة بالدول الأخرى.
فيما يخص نسبة الانتشار العامة للفيروس، تقدر نسبة الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية بين البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 49 عامًا بأقل من 0.1%، وهي نسبة منخفضة مقارنة ببعض البلدان. ومنذ اكتشاف الفيروس في الجزائر عام 1985، تم تسجيل نحو 24,000 حالة إصابة، ولكن التقديرات الحالية تشير إلى أن العدد قد يتراوح بين 26,000 إلى 28,000 حالة، مما يعني أن العديد من الأشخاص الذين يعيشون مع الفيروس قد لا يكونون قد تم تشخيصهم بعد.
أما بشأن الحالات الجديدة للإصابة، فيتم تسجيل حوالي 1,700 حالة جديدة سنويا، وهي غالبا ما تصيب الفئات الضعيفة.
فيما يتعلق بالعلاج، تشير بعض المصادر إلى وجود تحسن في وصول المرضى إلى العلاج المضاد للفيروسات، لكن لا توجد معلومات واردة عن توفر عقار "ليناكابافير" في الجزائر.