"المخطط الأزرق"، هو المشروع الدي يهدف إلى إحياء العلاقة التاريخية بين مدينة الجزائر والبحر،عن طريق تطوير الواجهة البحرية للعاصمة الجزائر، ممتدا من عين البنيان غربا حتى تمنفوست شرقا، مع التركيز على تعزيز الجاذبية السياحية والاقتصادية للمنطقة.
على امتداد المنطقة من عين البنيان إلى ملعب فرحاني بباب الواد، يتم تنفيذ خطة لاستصلاح مساحات باتجاه البحر، ما يتيح إنشاء طريق سياحي ساحلي مزود بشرفات ومرافق ترفيهية. ويتوقع أن تسهم هذه الجهود في تعزيز جاذبية المنطقة للاستثمارات السياحية وتحسين جودة الحياة للسكان والزوار. أما الجزء الممتد من ملعب فرحاني إلى ساحة الكتاني وصولا إلى الأميرالية، فيشهد أشغالا لتحويل المساحات المستصلحة إلى فضاءات ترفيهية معاصرة، تشمل إعادة تأهيل المباني التاريخية لتتماشى مع التطورات الحديثة. المشروع يركز أيضا على إنشاء مواقع جذب جديدة كالمتنزهات والمناطق الترفيهية.
في منطقة ميناء المسمكة، تم هدم المستودعات القديمة لإفساح المجال لإنشاء منتزه تجاري وترفيهي، يتضمن محلات ومرافق سياحية. كما يتم العمل على تهيئة الواجهة البحرية، بما في ذلك إنشاء مسارات تربط بين ساحة الشهداء والقصبة السفلى.على الجهة الشرقية للعاصمة، من وادي الحراش إلى تمنفوست، يجري إنشاء طريق ساحلي مزدوج بطول 14 كيلومترا، مزود بمرافق ترفيهية ومساحات خضراء، مع تحسين البيئة البحرية عبر تنظيف الشواطئ وإنشاء محطات لمعالجة المياه الملوثة.
يشمل المشروع أيضا تطوير معالم سياحية وثقافية، مثل، متحف الفنون الجميلة، وحديقة التجارب الحامة. ويتم تزويد هذه المواقع بممرات للراجلين ومصاعد، مما يجعلها أكثر سهولة للزوار. و تم البدء في إنجاز شرفة كبيرة تمتد من نهج تشي جيفارا إلى الواجهة البحرية بمحاذاة محطة النقل البحري. ومن المرتقب إنشاء "أكواريوم المحروسة" وتطوير ساحة بورسعيد مع توسعة الممر العلوي المؤدي إلى ميناء النزهة.
كما يُقترح استغلال مساحات السكك الحديدية المهجورة بين محطة آغا والجزائر وسط لإنشاء فضاءات رياضية وترفيهية تطل على البحر.
منتزه الصابلات، من جهته، يشهد توسعة ليصل إلى 80 هكتارا، ما يمكن من استيعاب الفعاليات الثقافية والرياضية الكبرى. بالإضافة إلى ذلك، تركز السلطات على إعادة تطوير الأحياء المطلة على البحر، بين 1 ماي ووادي الحراش، مع إنشاء أبراج حديثة ومرافق عصرية. في حسين داي، يتم إنشاء برجين بارتفاع 100 متر يضمان مطاعم بانورامية.
و قد أكد سابقا رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بأن مخطط تطوير وعصرنة الجزائر العاصمة يهدف إلى تحقيق نقلة نوعية تجعل منها قطبا إشعاعيا عربيا، إسلاميا، إفريقيا، متوسطيا. وشدد على أهمية الحفاظ على الهوية التاريخية والمعمارية للقصبة من خلال تدخل الدولة لترميمها لاستغلالها ثقافيا وسياحيا. كما دعا إلى اعتماد مخططات خماسية لتحديد الآجال وتقييم التقدم، مؤكدا أن هذه المشاريع ستضمن إطار عيش ملائم لسكان العاصمة وتنافس كبريات العواصم العالمية، مع الإشارة إلى أن العمل سيتوسع لاحقا ليشمل ولايات أخرى مثل قسنطينة لتعزيز التنمية الوطنية.