الأمم المتحدة تؤكد رفضها التام لأي محاولات للتهجير القسري للشعب الفلسطيني. هذا الموقف يتماشى مع تصريح ستيفان دوجاريك، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، الذي أكد أن المنظمة الدولية "بطبيعة الحال ضد أي خطة تؤدي إلى تهجير الفلسطينيين قسرا أو ما يشبه التطهير العرقي".
وفي سياق متصل، تأتي التصريحات الحاسمة من جامعة الدول العربية، التي أكدت رفضها التام لمحاولات تهجير الفلسطينيين من أراضيهم. ففي بيان صادر عن الجامعة، تم التأكيد على أن محاولات الاستيطان والضم في الأراضي الفلسطينية قد فشلت مرارا، وأي محاولات لتوسيع الاستيطان أو تهجير الفلسطينيين تعد مخالفة واضحة للقانون الدولي.
تشدد الجامعة على أن هذه السياسات تشكل تهديدا لاستقرار المنطقة، مشيرة إلى أن هذه الممارسات لا يمكن أن تسمى إلا بالتطهير العرقي.
الحكومة في غزة تعلن من جهتها عن عودة أكثر من 300 ألف فلسطيني من المناطق الجنوبية والوسطى إلى شمال القطاع، بعد أكثر من 15 شهرا من العدوان الإسرائيلي الذي دمر البنى التحتية في المناطق التي تعرضت للهجوم. وعادت هذه الأسر عبر الطرق الرئيسة مثل شارعي الرشيد وصلاح الدين، محطمة بذلك محاولات الاحتلال الرامية إلى تهجيرها عن أرضها. وقال نبيل أبو ردينة، الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، إن عودة الفلسطينيين إلى منازلهم رغم التدمير الواسع الذي تعرضت له منازلهم خلال العدوان، هو دليل على أن الشعب الفلسطيني لن يرضخ لأي محاولات تهجيره من وطنه.
وفي هذا السياق، أصدرت حركة حماس بيانا اعتبرت فيه أن مشهد عودة النازحين هو ضرب من ضروب المقاومة الفلسطينية التي تكسر جميع محاولات الاحتلال لتهجير الشعب الفلسطيني أو إخضاعه لسلطته. وأكدت الحركة أن هذه العودة الجماعية تشكل فشلا للمخططات الصهيونية، وتثبت من جديد أن الشعب الفلسطيني متمسك بخيار المقاومة، وأنه لن يتخلى عن حقوقه.
على صعيد آخر، شهد قطاع غزة خلال الأيام الماضية دخول أكثر من 350 شاحنة مساعدات إنسانية تابعة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف). هذه المساعدات التي تحتوي على مياه، مستلزمات صحية، وأدوية خاصة بسوء التغذية، تأتي لتلبية احتياجات حوالي مليون طفل فلسطيني تضرروا من الحرب المستمرة. كما أكدت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لليونيسف، أن فرق المنظمة تعمل على توسيع نطاق المساعدات في المناطق التي كانت محاصرة بسبب العدوان، مؤكدة أن وقف إطلاق النار سمح بفرصة لتوزيع هذه المساعدات على الأسر التي تضررت بشكل كبير.