في وقت تشهد فيه الأسواق العالمية توحيد منافذ الشحن الإلكترونية بفضل القوانين الأوروبية، هل يمكن لإفريقيا أن تتبنى هذه المبادرة؟ التوجه نحو توحيد منافذ الشحن، خصوصا عبر منفذ الـ USB-C، قد يفتح آفاقا جديدة على مستوى الاستدامة وتقليل النفايات الإلكترونية في القارة الإفريقية.
تعتبر أسعار الأجهزة الإلكترونية في إفريقيا من بين الأعلى في الأسواق الناشئة. و يعد توحيد منافذ الشحن وسيلة لتقليص النفقات على المستخدمين المحليين مما يساعد في تقليل النفايات الإلكترونية، وهي إحدى المشكلات لتراكم الأجهزة الغير مستعملة. توحيد منافذ الشحن هو في الأرجح الوسيلة أو الحل نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، خاصة أن العديد من البلدان الإفريقية لم تضع تشريعات فعالة في ما يخص التخلص من النفايات الإلكترونية أو إعادة تدوير الأجهزة.
التحول نحو منافذ الشحن الموحدة في إفريقيا سيتطلب أيضا تعاونا من الشركات العالمية المنتجة للأجهزة الإلكترونية، التي قد تحتاج إلى تعديل منتجاتها لتلائم السوق الإفريقي.
في البداية، اعترضت شركة "آبل" على هذه القاعدة، معتبرة أن توحيد منافذ الشحن قد يعيق الابتكار التكنولوجي. ومع ذلك، في سبتمبر 2023، اعترفت "آبل" بالواقع الجديد وبدأت في تطبيق منفذ USB-C في جميع أجهزة "آيفون" الخاصة بها.
من جهة أخرى، بدأت دول مثل المملكة العربية السعودية وكندا في اتباع نفس الاتجاه، مما يؤثر بشكل كبير على السوق العالمي. على سبيل المثال، في كندا، بدأت شركات مثل "آبل" في تزويد أجهزة "آيفون" بمنفذ USB-C، بينما كان التغيير في البداية يبدو بعيدا عن الأسواق غير الأوروبية. هذا التحول يعكس كيفية قيام الشركات الكبرى بتكييف منتجاتها لتلبية القوانين الأوروبية، وهو ما جعلها تطبق هذه التعديلات عالميا.
في 1 من جانفي لـ 2025، المملكة العربية السعودية طبقت المرحلة الأولى من توحيد منافذ الشحن لجميع الأجهزة الإلكترونية، باستخدام منفذ الـ USB-C. وتعتبر هذه الخطوة جزءا من جهود المملكة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، تماشيا مع رؤية المملكة لـ عام 2030 التي تسعى إلى تعزيز استخدام تقنيات حديثة تدعم الحفاظ على البيئة.
الهند هي بدورها تسعى إلى توحيد منافذ الشحن عبر اعتماد منفذ USB-C لجميع الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية المباعة في البلاد. من المتوقع أن يدخل هذا القرار حيز التنفيذ بحلول جوان 2025، مع إمكانية تطبيقه لاحقا على أجهزة الكمبيوتر المحمولة. تهدف هذه المبادرة إلى تقليل النفايات الإلكترونية وتبسيط تجربة المستخدم.
أخيرا، وللتذكير، يعد منفذ الـ USB-C أكثر تطورا من منافذ الشحن السابقة مثل الـ USB-A، حيث يتمتع بتصميم متماثل قابل للعكس، مما يسهل استخدامه مقارنة بالمنافذ القديمة التي كانت تحتاج إلى التوجيه الصحيح. كما يسمح هذا المنفذ بنقل بيانات بسرعة أعلى، ما يجعله مثاليا للأجهزة التي تتطلب سرعات نقل عالية. بالإضافة إلى ذلك، يمكنه شحن الأجهزة بشكل أسرع.