"أنا لا أعتزم الترشح لعهدة رئاسية ثالثة"،هذا ما أكده رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في حوار مع جريدة "لوبينيون" الفرنسية، مشددا على احترامه للدستور الذي يحدد العهدات الرئاسية باثنتين فقط. كما تعهد بترك بصمة واضحة من خلال بنية تحتية جديدة، وورشات كبرى، وإصلاحات جذرية في النظام السياسي قبل مغادرته السلطة.
وأشار تبون إلى أنه منذ وصوله إلى الحكم، كانت الأولوية لإعادة بناء مؤسسات الدولة في فترة زمنية قصيرة، رغم التحديات التي فرضتها الأزمة الصحية العالمية. وأكد أن الدولة أوفت بتعهداتها، حيث تم تعديل الدستور وإطلاق سلسلة من الإصلاحات التي تهدف إلى تعزيز الاستقرار السياسي والاقتصادي.
وأوضح تبون أن عهدته الثانية مكرسة لاستكمال الورشات الكبرى التي انطلقت منذ عام 2020، مستذكرا المراحل العصيبة التي مرت بها الجزائر، بدءا من العشرية السوداء، مرورا بنهاية عهد الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة، ثم الحراك الشعبي، وهي أزمات قال إنها كادت أن تعصف باستقرار البلاد.
وفي سياق التغييرات المؤسساتية المنتظرة، كشف تبون عن لقاءاته المستمرة مع مختلف التشكيلات السياسية، بهدف التوصل إلى توافق وطني حول تعديلات هامة تشمل قانون الأحزاب، نظام الانتخابات، وقانوني البلدية والولاية.
كما أعلن عن مشروع لإنشاء بنك خاص بالجماعات المحلية لتعزيز الاقتصاد المحلي وتقليص الفجوات التنموية بين مختلف المناطق.
وحول رؤيته لمستقبل الجزائر بعد انتهاء عهدته، شدد تبون على أنه لن يسعى للبقاء في السلطة بعد 2029، مؤكدا التزامه بتمهيد الطريق أمام الأجيال القادمة. وقال: "حتى لو لم أتمكن من تحقيق كل الأهداف، فإنني سأكون قد أرست الأسس الصحيحة وأظهرت للجزائريين أن التغيير ممكن، وعلى من يأتون بعدي استكمال المسيرة لتحقيق جزائر أقوى وأكثر استقرارا".