تستعد الجزائر لاستضافة النسخة الخامسة والعشرين من طواف الجزائر 2025 للدراجات، و التي ستنطلق في التاسع من فيفري الجاري، مع إطلالته على مختلف ولايات الوطن. يعتبر هذا الطواف أكبر حدث رياضي في المنطقة، حيث يتوقع أن يشهد مشاركة واسعة من دراجين عالميين ومحليين، يحتفى به على مستويات متعددة، من بينها الرياضي، السياحي، والاقتصادي.
رئيس الاتحادية الجزائرية للدراجات، خير الدين برباري، أعلن عن تفاصيل الحدث في مؤتمر صحفي، و أعلن أن التحضيرات لهذا الطواف قد تم الانتهاء منها بشكل كامل.
يتسم الطواف لهذا العام بمسافة إجمالية تصل إلى 1404 كيلومترات، ستقطعها الدراجات عبر 13 مدينة جزائرية، بدءا من قالمة، مرورا بقسنطينة، سطيف، باتنة، بسكرة، بوسعادة، وصولا إلى المدن الكبرى في الجنوب مثل ورقلة. كما ستتنوع المسارات بين مراحل جبلية وأخرى مستوية، مما يضيف تحديات مختلفة للمشاركين.
ومن المقرر أن تشهد هذه النسخة طابعا جديدا، مع مشاركة ما يقارب الـ17 فريقا دوليا، تضم فرقا من الجزائر، تونس، مصر وغيرها من الدول الأوروبية والإفريقية. هذه المشاركة الواسعة تعكس التقدير العالمي لهذا الطواف، فهو ليس مجرد سباق دراجات بل يمثل فرصة كبيرة لتعزيز مكانة الجزائر على الخريطة السياحية والاقتصادية.
و في هذا السياق، أشار برباري إلى أن تنظيم الطواف لا يقتصر على الجوانب الرياضية فحسب، بل يمتد ليكون منصة للتعريف بالثروات السياحية الجزائرية، وخاصة في المناطق الصحراوية.
"الطواف سيمنح المشاركين والجماهير فرصة للتعرف على المناطق النائية في الجزائر، حيث الجمال الطبيعي الفريد والتاريخ العريق الذي يربط هذه المناطق بالعالم"، كما قال برباري.
من المنتظر أن يكون للطواف تأثير كبير على الحركة الاقتصادية، خاصة في المدن التي سيعبرها السباق. فعاليات ثقافية وترفيهية ستكون موازية للسباق، مما يعزز من جاذبية الحدث للزوار المحليين والدوليين على حد سواء.
من ناحية أخرى، أكد برباري أن الطواف سيشهد تغطية إعلامية غير مسبوقة، حيث سيتم تخصيص فريق إعلامي لنقل آخر 30 كيلومتر من كل مرحلة مباشرة، عبر منصات التواصل الاجتماعي. هذه الخطوة تهدف إلى ضمان وصول الحدث إلى أكبر عدد من المتابعين حول العالم.
وفي سياق الاحتفاء بالتاريخ الجزائري، سيخصص اليوم الثامن من فيفري، لتكريم الصحفي الراحل جمال بوكرشة من خلال "جائزة جمال بوكرشة" في ولاية الجزائر، تكريما لعطاءاته الصحفية. كما يحتفل بذكرى المجازر الاستعمارية في تونس، عبر تنظيم "الجائزة الكبرى لساقية سيدي يوسف". هكذا، يكون الطواف مزيجا بين الرياضة والثقافة، يعكس هوية الجزائر في مختلف جوانبها.
ينطلق طواف الجزائر من مدينة قالمة، حيث تبدأ أولى المراحل التي ستربطها بمدينة قسنطينة، في مسافة تصل إلى 103.2 كيلومتر.
في اليوم التالي، الموافق لـ 10 فيفري، تنطلق المرحلة الثانية من قسنطينة إلى سطيف، لتغطي مسافة 145.5 كيلومتر. أما في اليوم الثالث، 11 فيفري، فسيكون الموعد مع مرحلة جديدة تربط سطيف بمدينة باتنة عبر مسافة قدرها 130.6 كيلومتر.
المرحلة الرابعة ستبدأ في 12 فيفري من مدينة باتنة وصولا إلى بسكرة، حيث ستبلغ المسافة 156.3 كيلومتر، يليها في اليوم التالي 13 فيفري، مرحلة جديدة تمتد من بسكرة إلى بوسعادة لمسافة قدرها 171.2 كيلومتر. في 14 فيفري، ستنطلق المرحلة السادسة من بوسعادة باتجاه الجلفة، عبر مسافة تقدر بـ115 كيلومتر. أما في 15 فيفري، فسيكون المشاركون في طواف الجزائر على موعد مع مرحلة جديدة من الجلفة إلى الأغواط، لمسافة 107.5 كيلومتر.
وفي اليوم التالي 16 فيفري، ستنطلق المرحلة الثامنة من الأغواط إلى غرداية، في أطول مرحلة للطواف هذا العام، حيث تمتد المسافة إلى 197.5 كيلومتر.
المرحلة التاسعة ستنطلق في 17 فيفري، من غرداية إلى ورقلة عبر مسافة تقدر بـ189.5 كيلومتر. هذا الطواف المثير يختتم في 18 فيفري في ورقلة، حيث سيكون المتسابقون قد قطعوا ما مجموعه 1404 كيلومترات، عبر 10 مراحل، كل واحدة منها تبرز التحدي والروح الرياضية العالية التي تتسم بها هذه التظاهرة الرياضية المميزة.