وفاة سيد أحمد غزالي.. محطات من مسيرة رئيس الحكومة الأسبق

توفي يوم الثلاثاء 4 فيفري 2025، المهندس والسياسي الجزائري سيد أحمد غزالي، عن عمر يناهز 87 عاما، وذلك بمستشفى عين النعجة العسكري بالعاصمة الجزائر. وبهذا الخبر، فقدت الجزائر شخصية سياسية بارزة، كانت لها مساهمات كبيرة في شتى ميادين الحياة الوطنية، سواء على الصعيد الحكومي أو الدبلوماسي.
ودفن غزالي بمقبرة بن عكنون في العاصمة، حيث شيعت جنازته وسط حالة من الحزن في أوساط مختلف الأطياف السياسية و بحضور الوزير الأول والطاقم الحكومي.
ولد سيد أحمد غزالي في 31 مارس 1937 في بلدة اليكاو التابعة لولاية معسكر، التي تعرف اليوم باسم تغنيف.
نشأ في عائلة متعلمة، حيث كان والده مدرسا للغة العربية، مما مكنه من تعلم اللغة العربية قبل الفرنسية. وبفضل شغفه بالتعليم، أتم دراسته الابتدائية في ندرومة، والثانوية في تلمسان ووهران، قبل أن يواصل دراسته في فرنسا حيث تخرج مهندسا في المدرسة الوطنية للجسور والطرق بباريس.
بعد الاستقلال، انخرط غزالي في السياسة، حيث شغل العديد من المناصب المهمة التي أسهمت في تطوير الجزائر المستقلة.
من أبرز المناصب التي شغلها، هي رئيسا للحكومة من 1991 إلى 1992، خلفا لمولود حمروش.
في تلك الفترة، عاش غزالي تحديات كبيرة، خصوصا مع أزمة جوان 1991 التي أدت إلى سقوط العديد من الضحايا وأزمة الانتخابات التي تبعتها، مما زج بالجزائر في مرحلة صعبة عرفت بالعشرية السوداء. رغم هذه الصعوبات، بقي غزالي شخصية محورية في الحياة السياسية، حيث تولى مهاما أخرى بينها وزير الطاقة والصناعات البتروكيماوية، ووزير الخارجية، كما شغل منصب سفير الجزائر في فرنسا بين 1992 و1994.
غزالي لم يقتصر عمله على المناصب الحكومية، بل شارك في تطوير قطاع الطاقة والمناجم في الجزائر، وكان له دور كبير في تسوية بعض الملفات الاقتصادية الهامة. كما كان له حضور دبلوماسي لافت، خاصة خلال فترة خدمته سفيرا للجزائر في دول بنيلوكس والاتحاد الأوروبي.
ومن أبرز محطات حياته السياسية ترشحه لانتخابات الرئاسة الجزائرية في عامي 1999 و2004، حيث لم يحقق الفوز في كلا المرتين. ولكن، رغم ذلك، بقيت تجربته السياسية محورية في تاريخ الجزائر الحديث.
غزالي، الذي تم تكريمه في 2024 بمنحه الوشاح الكبير من وسام الشمس المشرقة، كان آخر ظهور له في 25 فيفري 2024، في منتدى المجاهد بمناسبة ذكرى تأميم المحروقات.
وبوفاته، يسجل تاريخ الجزائر اسمه ضمن أسماء القادة الذين كان لهم أثر بالغ في كل مرحلة من مراحلها.