كرة اليد الجزائرية : تساؤلات حول التحديات وسبل النهوض
![كرة اليد الجزائرية : تساؤلات حول التحديات وسبل النهوض - Réveil d'algérie](https://reveildalgerie.dz/AR/wp-content/uploads/2025/02/كرة-اليد-1-1024x576.webp)
تواجه كرة اليد الجزائرية مرحلة من أزمة عميقة، وهو ما أصبح أكثر وضوحا بعد الخروج المبكر للمنتخب الوطني من بطولة العالم 2025 دون تحقيق أي انتصار. ثلاث هزائم متتالية، بما في ذلك خسارة ثقيلة أمام الدانمارك (47-22)، وهزيمة أمام إيطاليا (32-23)، بالإضافة إلى خسارة بفارق نقطة واحدة ضد تونس (26-25)، تكشف عن عمق الصعوبات التي تعاني منها اللعبة على الصعيدين المحلي والدولي. إلا أنها تفتح باب التساؤلات حول مستقبل كرة اليد الجزائرية.
تكمن الأسباب وراء هذه الأزمة في عدة عوامل متشابكة. فضعف التكوين في الفئات العمرية، وتراجع مستوى المنافسة المحلية، وعدم كفاية الدعم المالي للأندية كلها عوامل تسهم في هذا التراجع. كما أن هجرة اللاعبين نحو الاحتراف الخارجي قد أسهمت في تفكيك التناغم داخل المنتخب.
ومع ذلك، تظل هذه العوامل جزئية ولا تشرح بالكامل الأسباب العميقة التي تقف وراء هذا التراجع. ربما غياب خطة استراتيجية واضحة وتطوير إدارة رياضية حديثة هما من بين الأسباب الرئيسية التي تعيق تقدم اللعبة.
وفي هذا السياق، جاءت تصريحات رئيسة الاتحادية الجزائرية لكرة اليد، كريمة طالب، التي اعترفت بوجود صعوبات كبيرة وأكدت أن المرحلة الحالية تحتاج إلى تجديد في الأفكار والقيادة.
وفي خطوة مفاجئة، أعلنت عن استقالتها من منصبها، مشيرة إلى أنها لن تترشح لولاية جديدة. ورغم أهمية فترة توليها المنصب، فإن قرارها بالانسحاب يفتح الباب أمام جيل جديد من القيادات التي قد تكون قادرة على إعطاء نفس جديد للكرة اليد الجزائرية.
هذه الاستقالة تأتي في وقت حساس، حيث أن المنتخب الوطني يواجه تحديات كبيرة، ويحتاج إلى استراتيجيات جديدة ورؤية واضحة للعودة إلى الساحة العالمية.
ولكن الفرصة الكبرى قد تكون في الدعم الذي أبدته الدولة الجزائرية، والذي تمثل في إعلان رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، عن توجيهاته بإعادة بناء كرة اليد الجزائرية بشكل علمي وعصري.
جاء هذا الإعلان خلال اجتماع لمجلس الوزراء يوم أمس الأحد 9 فيفري، حيث أمر الرئيس بضرورة اعتماد طرق علمية ومتطورة في تطوير الرياضة، بالتعاون مع خبراء دوليين.
وأكد بيان مجلس الوزراء أن "الدولة الجزائرية جاهزة لتوفير التمويل والمرافقة لاسترجاع بريق هذه الرياضة." هذا بصدد دعم كرة اليد وتوجيهها نحو إعادة التألق على المستوى العالمي.
ورغم أن الدعم المالي والمؤسسي من قبل الدولة قد يمثل ركيزة أساسية للنهوض بكرة اليد، إلا أن هذا الدعم لن يكون كافيا إذا لم يصاحبه تطوير حقيقي في استراتيجيات التكوين والتنافس المحلي.
يرى الخبراء أن الحل يكمن في إعادة هيكلة الاتحادية الجزائرية لكرة اليد على أسس علمية، ووضع خطة طويلة الأمد تركز على تنمية المواهب الشابة ورفع مستوى البطولة الوطنية لتكون مصدرا حقيقيا للاعبين المميزين. كما أن جلب مدربين عالميين والاستفادة من خبرات المحترفين قد يسهم في تحسين أداء المنتخب ورفع مستوى اللعبة بشكل عام.
و قد حثت السلطات المعنية، عبر وزير الشباب والرياضة، وليد صادي، على ضرورة الإسراع في تنظيم الجمعيتين العموميتين العادية والاستثنائية ضمن المهل القانونية المحددة في النظام الداخلي للاتحاد الجزائري لكرة اليد. كما طالبت بتقديم تقرير مفصل يوضح سير عمل الاتحاد ومشاركة المنتخب الوطني في بطولة العالم لكرة اليد.