الفخامة الجزائرية والبريطانية…مريم هاني تكشف عن مجموعتها “تراث معاصر” الذي يجمع بين “الكاراكو والقفطان الجزائري”

تستعد مصممة الأزياء الجزائرية مريم هاني لإطلاق مجموعتها الجديدة "تراث معاصر" يوم 15 فيفري الجاري، ضمن فعالية "فاشن فاكتر" العالمية، التي تستضيفها "ذا أجندا ميديا سيتي" في دبي ، وسيشهد الحدث حضورًا لافتًا من نخبة عالم الموضة والفن والإعلام.
تمزج هذه المجموعة الجديدة بين الفخامة الجزائرية والتأثيرات الأرستقراطية البريطانية، حيث تستوحي تصاميمها من أنماط الأكمام التاريخية التي ميزت العصر الإليزابيثي والفيكتوري. وتعتمد هاني على أقمشة فاخرة مثل الحرير والمخمل، مزينة بتطريز يدوي دقيق بتقنيات جزائرية تقليدية، أبرزها "الكنتير" و"المجبود".
و أوضحت المصممة الجزائرية مريم هاني ، أن هذه المجموعة تجسد رؤيتها الجريئة لإعادة ابتكار الأزياء التقليدية الجزائرية بلمسات تاريخية راقية، مع التركيز على القصّات المبتكرة وهياكل الأكمام المميزة.
وقالت: “أحرص في كل تصميم على تقديم إرثنا الجزائري الغني، بالتعاون مع حرفيين مبدعين في التطريز اليدوي، وهو مهارة تتطلب سنوات عديدة من الخبرة، وتتوارث بين الأجيال وسط العائلات الجزائرية".
حيث تعتمد تشكيلة "تراث معاصر" على أسس الأزياء التقليدية الجزائرية، حيث تتخذها قاعدة للإبداع، مع إضفاء لمسات مبتكرة تعكس تطور الموضة عبر العصور، وتبرز هذه الابتكارات خصوصًا في تصميم الأكمام، التي تستلهم من أنماط لباس الملكات الأوروبيات في حقب زمنية مختلفة، مستوحية تقنيات تغيير الأكمام التي كانت تعكس رمزية الثراء وتطور الذوق الرفيع.
أما فيما يخص طبيعة الأقمشة، فقد أكدت المصممة الجزائرية إلى أن مجموعتها “تراث معاصر” تتشكل من مخمل الحرير ومخمل القطن، بالإضافة إلى ساتان الحرير ،وتشترك جميع الأزياء في كونها أقمشة طبيعية 100%.
ومن المقرر أن يتم عرض أولى تصاميم "تراث معاصر" في اليوم الأول من الحدث عند الساعة السابعة مساءً، على منصة تجمع نخبة من رواد صناعة الموضة العالمية.
و للإشارة ، يعرف زي “الكاراكو” ، بأنه زي شديد الأنوثة والأناقة، وكذلك القفطان النسائي المعاصر نشآ سوية في مدينة الجزائر ، خاصة خلال فترة القرن السادس عشر فصاعدا.
و بالرغم من ترويج معتقد خاطئ عن إنتساب القفطان الجزائري لبلد آخر ، إلا أنه كان في الأصل وسيظل زيا رجاليا يرتديه الحكام ضمن رسميات الدولة في الجزائر، إلى أن التقطته نساء مدينة الجزائر ، وحولنه إلى زي فخم و أنيق .
واستفدن في ذلك من البيئة المرفهة شديدة الثروة والازدهار التجاري، التي كانت تنعم بها مدينة الجزائر، كواحدة من أثرى مدن الدنيا خلال تلك الفترة رفقة “نابولي”، و ذلك وفق ما أكده الكتاب التاريخي البريطاني المتخصص:
“THE MOBILITY OF PEOPLE AND THINGS IN THE EARLY MODERN MEDITERRANEAN – THE ART OF TRAVEL”.
و واصل القفطان تطوره عبر الحواضر الجزائرية الكبرى والغنية، مثل قسنطينة وتلمسان وعنابة ووهران، حيث أفرزت هذه المدن تصاميم جديدة ومتنوعة تميزت بجمالها الفريد، من بينها "قفطان القاضي" وغيره من الإبداعات الراقية.