من فرامل السيارات إلى صناعة السكر : الجزائر تعزز صناعتها المحلية

ستنطلق قريبا شبكة وطنية لمصنعي قطع الغيار في الجزائر، وهي الأولى من نوعها في البلاد، تهدف إلى تعزيز الإنتاج المحلي وتقليص الاعتماد على الواردات. هذا الإعلان جاء على لسان وزير الصناعة، السيد سيفي غريب، خلال زيارة ميدانية إلى ولاية بومرداس يوم الثلاثاء 11 فيفري، حيث أكد أن الوزارة بصدد وضع اللمسات الأخيرة لتشكيل هذه الشبكة.
هذه الشبكة ستكون بمثابة نقطة انطلاق لتطوير صناعة قطع الغيار محليا، وستجمع مختلف الفاعلين في القطاع لتعزيز التعاون والتنسيق فيما بينهم. وأضاف غريب أن الهدف من هذه المبادرة هو تعزيز قدرة الجزائر على إنتاج قطع غيار السيارات محليا، وبالتالي دعم قطاع صناعة السيارات الوطنية و تقليل فاتورة الاستيراد من خلال تفعيل الصناعة المحلية، خاصة في مجال قطع الغيار التي تعد من المكونات الأساسية لصناعة السيارات.
وستفتح هذه المبادرة الطريق أمام الجزائر لتطوير صناعة السيارات بشكل كامل، بدءا من تصنيع القطع وصولا إلى التجميع النهائي.
وأشار الوزير إلى أن الوزارة تعمل حاليا على دراسة ومتابعة كل الجوانب المتعلقة بتشكيل هذه الشبكة، بما في ذلك تحديد المعايير المطلوبة للمصنعين وضمان الشفافية في التعاقدات. وتابع قائلا: "هذه الشبكة ستكون خطوة كبيرة نحو ضمان استدامة الصناعة الوطنية في هذا المجال الحيوي."
وخلال الزيارة، أشرف الوزير على تدشين وحدة لصناعة فرامل السيارات "SARL IAASAF" في بلدية الأربعطاش. وقد أثنى على الجهود المبذولة من قبل المصنعين المحليين الذين أبدوا إرادة قوية في التوسع إلى مجالات جديدة لصناعة قطع الغيار.
وأضاف غريب: "ما نراه اليوم هو نتيجة للجهود المشتركة بين القطاع العام والخاص، ونسعى لأن تصبح الجزائر مركزا إقليميا لصناعة السيارات وقطع الغيار."
كما تطرق الوزير في زيارته إلى مشروع آخر حيوي وهو مركب تكرير السكر "تفاديس" في بلدية الأربعطاش. هذا المشروع يمتد على مساحة 14 هكتارا، قابل للتوسعة في المستقبل، و الذي تم ضمه مؤخرا إلى مجمع مدار العمومي سيكون جاهزا في المستقبل القريب، مع إنتاج يصل إلى 2000 طن يوميا من مختلف أنواع السكر: السكر الأبيض (1.300 طن)، السكر البني (200طن) والسكر السائل (450 طن).
وسيدخل المصنع، الذي جهز بآخر التكنولوجيات لتكرير السكر، في المرحلة التجريبية نهاية شهر مارس ليدخل بعدها مرحلة الإنتاج رسميا، حيث سيسمح بتوفير 1.200منصب شغل منها 500 مباشر و 700 غير مباشر.
ويطمح مجمع مدار، في مرحلة ثانية، إلى توسيع هذا المشروع وانجاز مصنع مماثل لانتاج السكر انطلاقا من الشمندر السكري بولاية ورقلة من المتوقع أن يدخل الإنتاج في غضون ثلاث سنوات.
وفي سياق متصل، وضع غريب حجر الأساس لمشروع جديد لإنشاء وحدة لسبك النفايات الصناعية التابعة لمؤسسة « EURL RDI » في بلدية الأربعطاش. ستقوم المؤسسة بتصنيع القطع المقولبة (pièces de moulage) التي تدخل في الصناعات الميكانيكية، قطاع الطاقة وقطاع البناء، انطلاقا من النفايات المعدنية وغير الحديدية بعد رسكلتها. ومن المتوقع أن تقوم المؤسسة برسكلة حوالي 10 طن يوميا من النفايات الصناعية.
كما قام بتدشين مصنع لإنتاج المواد العازلة، وهو ما يعكس الاهتمام المستمر من قبل الحكومة بتطوير الصناعات المحلية في مختلف القطاعات.
و في إطار دعم وتعزيز القطاع الغذائي الوطني وتحفيز الإنتاج المحلي المخصص للتصدير، قام وزير الصناعة بزيارة تفقدية لمصنع العصائر التابع لمؤسسة EPE/SPA N’GAOUS، فرع الشركة القابضة "أقروديف"، الذي يقع في بلدية خميس الخشنة. خلال الزيارة، اطلع الوزير على كافة مراحل الإنتاج في المصنع الذي بدأ العمل في يناير 2023 بعد أن تم استعادته عبر عملية مصادرة بناء على حكم قضائي نهائي.
وبخصوص الاستعدادات لشهر رمضان، شدد وزير الصناعة على ضرورة تقديم عروض ترويجية تشمل تخفيضات على أسعار منتجات المصنع، مع ضمان توفرها بأسعار مناسبة ومنافسة لصالح المستهلك.
وفي نهاية زيارته إلى ولاية بومرداس، قام الوزير بتفقد وحدة صناعة وتسويق الأدوات المنزلية وأحواض المطبخ المصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ التابعة لمؤسسة "BCR"، فرع الشركة القابضة للصناعات الميكانيكية (AGM). استمع الوزير إلى شرح مفصل حول الطاقة الإنتاجية لهذه الوحدة، التي بدأت نشاطها في 2001، والتي تنتج سنويا 32 مليون وحدة من الأواني المنزلية و160 ألف وحدة من أحواض المطبخ، مما يجعلها أحد الأقطاب الرئيسية في هذا المجال على المستوى الوطني.