الاتحاد الأوروبي يرفض الرسوم الأمريكية و يتوعد بإجراءات صارمة

الاتحاد الأوروبي لن يقف مكتوف الأيدي أمام أي إجراءات جمركية أمريكية غير عادلة. هكذا كان تحذير رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، التي أكدت أن بروكسل لن تتردد في الرد على أي إجراءات تجارية تراها غير عادلة. يأتي هذا في ظل تصاعد التوترات التجارية بين الاتحاد الأوروبي و الولايات المتحدة، بعد إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، فرض رسوم جمركية جديدة على واردات الصلب و الألمنيوم.
لكن كيف سيكون رد بروكسل؟ هل سيقتصر على التصريحات أم أنه ستكون إجراءات أكثر صرامة؟
تزايدت التكهنات حول طبيعة الرد الأوروبي، حيث رجح مراقبون أن تشمل الإجراءات الأوروبية فرض رسوم جمركية مضادة على منتجات أمريكية رئيسية، مثل التكنولوجيا و السيارات، و هي قطاعات تعتبر حيوية للاقتصاد الأمريكي.
وجاءت تصريحات فون دير لاين، أمس الجمعة 14 فيفري، عشية انطلاق مؤتمر ميونيخ للأمن، حيث شددت على أن الاتحاد الأوروبي يعتبر الولايات المتحدة "أقرب شريك له"، لكنه لن يقبل بأي إجراءات تجارية تضر بمصالحه.
وقالت: "نرغب في مواصلة التعاون الجيد مع الولايات المتحدة، إلا أن الحروب التجارية و الرسوم العقابية لا تخدم أي طرف، و لن نسمح بأن تفرض علينا رسوم غير عادلة دون رد مناسب".
وأضافت أن الاتحاد الأوروبي سيتحرك بحزم لمواجهة أي عراقيل غير مبررة أمام التجارة الحرة و العادلة، معتبرة أن الرسوم الجمركية في حقيقتها "ضرائب" يتحملها المستهلك و المستثمر الأمريكي على حد سواء، مما يؤدي إلى ارتفاع التكاليف، و تباطؤ النمو، و زيادة التضخم.
يأتي هذا التصعيد في وقت وقع فيه، دونالد ترامب، مطلع الأسبوع الجاري، أمرين تنفيذيين يقضيان بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب و الألمنيوم، في خطوة قال إنها تهدف إلى حماية الاقتصاد الأمريكي، مشددا على أن هذه الرسوم ستطبق على جميع الدول دون استثناء، باستثناء الشركات الأجنبية التي تنتج داخل الولايات المتحدة.
وقد أثار القرار الأمريكي ردود فعل غاضبة في العواصم الأوروبية، حيث اعتبرته بروكسل انتهاكا لقواعد التجارة العادلة.
وفي هذا السياق، عقدت فون دير لاين اجتماعا مع نائب الرئيس الأمريكي، جي دي فانس، الثلاثاء الماضي، على هامش قمة باريس حول مستقبل الذكاء الاصطناعي، حيث أبلغته بموقف الاتحاد الأوروبي الرافض لمثل هذه الخطوات الأحادية الجانب.
ولا تزال بروكسل تنتظر تفاصيل إضافية بشأن نوايا الإدارة الأمريكية، خاصة مع إعلان ترامب أن الأول من أفريل سيكون موعدا نهائيا لتنفيذ قراراته الجمركية الجديدة.
من جهة أخرى، يحاول الاتحاد الأوروبي تعبئة الدعم الدولي لموقفه، حيث يسعى إلى تشكيل جبهة موحدة مع الشركاء التجاريين الرئيسيين مثل الصين و كندا، لمواجهة أي تداعيات محتملة لهذا التصعيد التجاري.