قسنطينة تحتفي بالشهيد زيغود يوسف من خلال فيلم يروي نضاله البطولي

في عرض شرفي مميز أقيم أمس الإثنين 17 فيفري في قاعة العروض الكبرى "زينيت" بمدينة قسنطينة، تم تقديم الفيلم الروائي الطويل الذي يسرد حياة و نضال الشهيد زيغود يوسف، أحد أبرز الرموز الثورية الجزائرية. الفيلم، الذي أخرجه مؤنس خمار، يروي قصة البطل الذي ضحى بكل شيء في سبيل الحرية و استقلال الجزائر.
من خلال أحداث درامية مؤثرة، يعرض الفيلم محطات نضاله البطولي بدءا من انخراطه المبكر في الحركة الوطنية، ثم انضمامه إلى المنظمة السرية، ما أدى إلى اعتقاله سنة 1950 من قبل الشرطة الاستعمارية. و رغم السجن، لم تتزعزع عزيمته، بل دفعته قناعته بعدالة قضيته إلى القيام بعملية هروب جماعي من سجن عنابة في 1954، وصولا إلى استشهاده في معركة الشمال القسنطيني في 23 سبتمبر 1956.
لكن الفيلم لا يقتصر على سيرة الشهيد زيغود يوسف فقط، بل يتناول أيضا حياة رفقائه من المجاهدين الذين كانوا معه في خندق واحد، مثل ديدوش مراد، لخضر بن طوبال، و علي كافي. هؤلاء المجاهدون كانوا الركيزة التي ساهمت في مقاومة الاستعمار الفرنسي و دعم ثورة التحرير، وكان لهم دور محوري في توسيع رقعة الثورة في الشمال القسنطيني، خصوصا في الهجوم الكبير الذي وقع في 20 أوت 1955.
تم تصوير الفيلم في عدة ولايات جزائرية من بينها قسنطينة، ميلة، سكيكدة و الجزائر العاصمة. وقد جسد دور الشهيد زيغود يوسف في الفيلم الممثل علي ناموس، الذي أبدع في تجسيد شخصية الشهيد.
الفيلم لا يروي فقط أحداث الثورة، بل يكرم بطولات هؤلاء الأبطال الذين استشهدوا من أجل وطنهم. الموسيقى التصويرية، التي أعدها صافي بوتلة، تناغمت مع الأحداث البطولية التي يعرضها الفيلم، مما أضاف بعدا عاطفيا يبرز التضحيات الجسام التي قدمها هؤلاء الأبطال.
في إطار الاحتفالات المخلدة لليوم الوطني للشهيد، حضر العرض العيد ربيقة، وزير المجاهدين وذوي الحقوق، الذي قام في شهر أوت 2022 بإعطاء إشارة الانطلاق الرمزي لتصوير الفيلم بمناسبة إحياء الذكرى الـ67 لهجمات الشمال القسنطيني.
كما شارك في العرض وفد هام مكون من الأمناء العامين للمنظمات الوطنية للمجاهدين، وأبناء الشهداء، إلى جانب والي قسنطينة وممثلين عن السلطات المحلية المدنية والعسكرية.
وقد أبدى ربيقة اهتماما بالغا بالفيلم، وأشاد بجودة العمل، مشيرا إلى أن هذه النوعية من الأفلام تسهم بشكل كبير في الحفاظ على ذاكرة الثورة الجزائرية و أبطالها. كما وجه تعليماته بضرورة دعم المزيد من هذه المشاريع الفنية التي تخلد تضحيات الشهداء و تساعد في تثقيف الأجيال القادمة حول تاريخ الجزائر الحافل بالنضال و التضحيات.